180
يمتلكها المجلس أو لا تتأتى عن طريقه تسبِّب شقَّ العصا، وهذا يضادُّ الآيةَ الكريمة: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ [آل عمران:103].
إن هذا الزمان زمانُ الجماعة، وإن الشخص المعنوي الذي هو روح الجماعة هو الأمتنُ والأقدر على تنفيذ الأحكام الشرعية، بل إن الخليفة بشخصه لا يمكنه القيام بوظائفه إلا باستناده إليه؛ فإنْ كان هذا الشخص المعنوي مستقيمًا سطعَ وتكامَل، وإنْ كان سيئًا عَظُمَ سُوْءُه؛ وإن محاسن الفرد ومساوئَه محدودة، أما محاسن الجماعة ومساوئها فغير محدودة، فلا تفسدوا محاسنَكم التي نلتموها على الصعيد الخارجي بالمساوئ على الصعيد الداخلي.
تعرفون أن أعداءكم الأبديين وخصومَكم ومناوئيكم يعملون على تدمير الشعائر الإسلامية، وما دام الأمر كذلك فإن وظيفتكم الضرورية إحياءُ الشعائر والمحافظةُ عليها، وإلا ظاهرتُم عدوَّكم المتربِّصَ بكم من حيث لا تشعرون؛ فالتهاون في الشعائر يعكِس ضَعفَ الأمة، والضعف لا يصدُّ العدو بل يغريه.

حسبُنا الله ونعم الوكيل
***