230

مخفرِ القرية، وعلى عاتق هؤلاء تقع مهمة الدفاع عني كي ينجوا من تَبِعات المسؤولية، وسبيلهم أن يعمِدوا إلى التهويلات التي أثيرت ضدي حتى جَعلتْ من الحبة قبة، فيردوا الأمور إلى نِصابِها ويعيدوا القبةَ حبةً؛ ولأجل هذا أُحيل عليهم الإجابةَ على هذا السؤال.

أما ما يَدفع عمومَ أهالي هذه الولاية للدفاع عني أكثر من نفسي، فهو جهودنا التي بذلناها على مدى السنوات التسع مع هؤلاء الناس المباركين الذين هم بمثابة الإخوة والأصحاب، وذلك من خلال مئاتِ الرسائل التي تركتْ أثرًا عمليًّا ملموسًا على صعيد حياتهم الأبدية، وعلى صعيد تقوية إيمانهم وسعادة حياتهم، دون أن يتأتى منها ضررٌ لأحد، أو تتسبب باضطراباتٍ أو قلاقل، ودون أن يُرى منها أيَّة بوادر تومئ لأغراضٍ سياسيةٍ أو دنيوية.

ونحمد الله أن ولاية «إسبارطة» -من حيث قوةُ الإيمان والثباتُ على الدين- قد نالتْ برسائل النور مقامَ بركةٍ من نوعِ البركة التي حظيتْ بها من قبلُ بلادُ الشام المباركة، ومصرُ بجامعها الأزهر الذي هو مدرسةُ عموم العالم الإسلامي؛ فلقد أكسبتْ رسائلُ النور هذه الولايةَ مزيةَ تديُّنٍ تَفوقُ ما لدى الولاياتِ الأخرى، وغلبتْ فيها قوة الإيمان على التحلُّل، كما غلبتْ الرغبة في العبادة على الفسق والفجور والرذيلة؛ فلأجل هذا كان جميع الناس في هذه الولاية، حتى اللادينيون إن وُجِدوا، مضطرين للدفاع عني وعن رسائل النور.

لقد انتهتْ وظيفةُ شخصٍ عاجزٍ مثلي، ونهضَ بها آلافُ التلاميذ نيابةً عنه ولله الحمد، وبما أن حقي جزئيٌّ بسيطٌ إزاءَ حقوقِ دفاعِ هؤلاء البالغةِ الأهمية، فهو لا يتطلب مني الدفاع عن نفسي؛ إذْ مَن كان له محامو دفاعٍ يَرْبُون على ألوف، وكانوا كهؤلاء الأفاضل، لم يدافع عن دعواه بنفسه.