199

إن رسائل النور ببراهينها القطعية وأدلتها العقلية والمنطقية التي لا تُخدَش، قد أثبتت بطلان الفلسفات المادية والطبيعية المنافية للدين، وبرهنتْ على امتناعها واستحالتها، وألزمتْ أشدَّ الفلاسفة كفرًا، وكسرت شوكة الإلحاد، وهزمت الكفر المطلق.

أجل، لقد ظهرتْ وتلألأتْ رغم الظلم والأذى والاضطهاد غير المسبوق الذي تعرض له بديع الزمان، وستكون سيفًا من سيوف الإسلام في هذا العصر وفي المستقبل بإذن الله.

لقد غدتْ وستبقى حبيبةَ الأرواح والقلوب، ومهجةَ العشاق، يرخُص في فدائها كلُّ غالٍ ونفيس، وتتبوأ في نفوس الناس أسمى منزلة، حتى لَكأنها تاجٌ يُكلِّل هاماتهم، إذ كانت طوق نجاتهم بما قدمتْ لهم من خدمةٍ إيمانيةٍ نفيسةٍ سامية.

بزغتْ رسائل النور معجزةً معنويةً منتَظَرةً للقرآن الكريم في العصور الباقية، وتجمع حول هذه الحقيقة القرآنية الملايين من الإخوة والطلبة، وعلى رأسهم مؤلفها بديع الزمان سعيد النُّورْسِيّ كما يجتمع الفراش حول النور، فاقتبسوا من نورها وارتشفوا منها حقائق الإيمان والقرآن، فقوَّوا إيمانهم، وعزموا على أن يكون إعلان هذه الحقيقة الكبرى للعالم أجمع وقراءتُها وخدمتُها غايةَ حياتهم.

أجل، إنها مبعَثُ فخرٍ لأبناء تركيا والعالم الإسلامي، يتشرفون بها للأبد، وستسطِّرها صفحات تاريخهم بحروفٍ من ذهب كما سطَّرت ماضيهم، وستكون قائدًا مرموقًا ورائدًا لخدمة القرآن والإسلام في العالم الإسلامي.

إن هذه المؤلفات الكلِّيَّة الواسعة التي تَلقى حيثما حلَّت الانتشارَ الواسع والقبولَ الحسن والأثرَ الطيب على نحوٍ مطَّردٍ في الأناضول والعالم الإسلامي إنما هي بضاعةُ القرآن، ومُلْكٌ لعالَمِ الإسلام وأهل الإيمان، ومبعَثُ فخرٍ إسلاميٍّ لأبناء هذا الوطن، وهي كذلك نقطةُ استنادٍ للحكومة التي تدير هذه البلاد، كما أنها منظومةُ حقائقَ عظيمةٍ