202

شطرَ القرآن.. اِقرؤوه وافهموه، وطالِعوا تفسيرَه ومعجزتَه المعنويَّة في هذا الزمان: رسائلَ النور.

وإذا ما ردَّدتْ ألسنتكم آياته فاجعلوا أحوالكم وأخلاقكم تنشر معانيه، اقرؤوه بلسان الحال، فإذا فعلتم ذلك كنتم سادةَ الدنيا وزعماءَ العالَم ووسيلةَ سعادة الإنسانية.

ألا فاستفيقوا يا أحفاد مَنْ جعلوا وظيفتَهم رفْعَ راية القرآن عبر القرون، فتبوَّؤوا أسمى المراتب في الدنيا وأجلَّها وأقدسها.. استفيقوا فليس من الرشد غفلتُكم في أثناء هذا الفجر الصادق لعالم الإسلام.. فإنما الحريُّ بكم أن تتنوروا بنور الإيمان والقرآن، وتتكمَّلوا بتربية الإسلام، وتتخذوه مرشدًا لكم في شؤونكم وأحوالكم، وتتمسكوا بمدنيَّتِه التي هي المدنية الإنسانيَّة الحقيقية، لتكونوا شركاء وأدلَّاء في صحوة العالم الإسلامي ويقظته.

أما العلومُ والفنون الآتية من أمريكا وأوروبا، فإنما يُنظَر إليها بعين التفكُّر القرآني ممزوجةً بنور التوحيد، إذْ هي في الأصل بضاعةُ الإسلام، أي ينبغي أن يُنظَر إليها باسم صانعها وبارئها، فلْنقلْ ولْيردَّد الآخرون: إلى الأمام سِرْ.. إلى رسائل النور التي هي مجموعةُ الحقائق الإيمانية والقرآنية المبيِّنة للسعادة الأبدية والسرمدية.

يا إخوة الدين الأكارم، أحفادَ أبطالِ جيوش آسيا الذين كان بيدهم زِمام الدنيا: كفاكم نومًا منذ خمسمئة عام!! أفيقوا واستيقظوا في صباح القرآن، وإلا فإن إغماض أعينكم أمام شمسه ونومَكم في بيداء الغفلة سيجعلكم نهبَ التخلُّف والضياع.

لا تفارقوا نهر القرآن فتتساقطوا كقطراتٍ متناثرةٍ فوق التراب القاحل لشهوات المدنية ورذائلها، بل اتحدوا كالسيل في نهر السلامة والسعادة القرآني، واجرُفوا رذائل المدنية وقبائحها، وكُونوا جداول الحقيقة الإسلامية تجري في هذا الوطن كماء الحياة؛ لتتفتَّح على ترابه أزهار علوم المدنية الحقيقية وفنونها بفضل ماء الإسلام وضياء الإيمان، ويعودَ روضةً غنَّاء تُظِلُّها السعادة المادية والمعنوية بإذن الله.