227

ورأيت أن في جميع التيارات السياسية -سواءٌ المؤيِّد منها والمعارِض- عشاقًا لذلك النور، ولهذا فالأنوار القرآنية التي تُجَلَّى، والدرسُ القرآنيُّ الذي يُقدَّم من مقامٍ صافٍ مترفِّعٍ عن جميعِ التيارات السياسية وتحزُّباتها، ومبرَّأٍ عن اعتباراتها وتحيُّزاتها، لا ينبغي أن يكون محلَّ تحفُّظٍ أو اتهامٍ من قِبَلِ أيِّ طرفٍ أو فريق؛ إلا أن يكونوا شياطينَ في صورة أناسيَّ يظنون الإلحاد والزندقةَ سياسةً، فيتحيزون إليها، أو يكونوا حيواناتٍ في زيِّ بَشَر.

والحمد لله أنني بتجرُّدي من السياسة لم أحُطَّ من قيمةِ حقائقِ القرآن النفيسة كالألماس، فأجعلَها بتهمةِ الدعاية السياسية بمنزلةِ حطامِ الزجاج، لا بل إن قيمةَ ذلك الألماس تزداد وتتألق بنظرِ كلِّ فئةٍ على مرِّ الأيام.

﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ [الأعراف:43]

الباقي هو الباقي

سعيد النُّورْسِيّ

***