208

من أنوار القرآن الحكيم يتلألأ بكل بهائه وجلاله؛ وترقّى إيمانُ طلاب رسائل النُّور بعد أن تلقَّوا منها دروسَ الإيمان التحقيقي، فغدَوا أصحاب شهامةٍ إيمانيَّة وجرأةٍ إسلاميَّة؛ وشهدت أعدادهم ازديادًا مطَّردًا؛ وكما أنَّ القائد الشجاع يبث الشجاعة في المئات من جنودِه بلسان حاله ويكون نقطةَ استنادهم، فكذلك شأن الشخص المعنوي لرسائل النُّور المتمثلِ في مئاتِ الآلاف بل الملايين من طلاب النُّور الذين تقوَّى إيمانهم بدروس الإيمان التحقيقي، وفي مقدمتهم بديعُ الزمان سعيد النُّورْسِيّ، فقد غدَوا أسوةً حسنةً ونقطةَ استنادٍ لأهل الإيمان؛ وكان لقوَّةِ إيمانهم ولبطولتهم في مواجهة الإلحاد عظيمُ الأثر في إحداث اليقظة والصحوة بين الناس، فاقتلعوا الخوف والوهم من قلوبهم، وأنقذوا المسلمين من اليأس، وبثُّوا الشجاعةَ والسرور والأمل بين عامة الشعب في أرجاء الوطن.

وإن من المُسَلَّم والمُصدَّق به عند أهل الحقيقة، أنَّ طالبًا واحدًا من طلاب رسائل النُّور الذين جعلوا منها غايةَ حياتهم، هو في قوَّةِ مئة رجل، وخدمتُه للإيمان والإسلام تساوي خدمة مئة ناصح.

لقد ضحَّى طلبة النور بأموالهم وأولادهم وعيالهم دون تردُّد، بل ضحَّوا حتى بأرواحهم إن لزم الأمر في سبيل خدمة الإيمان والإسلام برسائل النُّور، واستبسلوا كأستاذهم غيرَ خائفين ولا مبالين بظلم الكفرة وسجونهم، ولا باضطهاداتهم ولا حملاتهم المغرِضة المجلجلة؛ ووضعوا نصب أعينهم غايةً واحدة هي: «قراءةُ الرسائل ومدارستُها لإنقاذ إيمانهم، وطلبُ مرضاة الله بخدمة الإيمان والإسلام من خلال رسائل النور»؛ فسخَّروا كلَّ إمكاناتهم ليقوموا بهذه الخدمة ويَبلغوا تلك الغاية.

أجل، لقد آمنوا أنَّهم خَدمُ سفينةٍ ربَّانيَّة تُوصل الأمَّة المحمَّديَّة إلى ساحل السلامة، فأعْظمُ غايةٍ لهم في الحياة أن يكونوا -بخدمتهم القرآن والإيمان- وسيلةً لتعيش الأمَّة المحمديَّة في رفاهٍ وسعادةٍ.