210

لقد ارتبطت النساء برسائل النور بصفاءٍ وإخلاصٍ طلبًا لمرضاة الله تعالى وحدَه، إذْ وجدْن فيها أنوارَ القرآن متلألئةً فياضةً؛ وغمرَتْ قلوبَهنَّ محبةٌ إلهيةٌ لا تفتُر، فبلغنَ بذلك سعادةَ الدنيا والآخرة؛ وتوطَّنتِ الرسائلُ بقيمتها وعظمتها في قلوبهنَّ الطاهرة النقية، فكنَّ إذا قرأْنَها وتدارسْنَها أُترِعْنَ نورًا وإمدادًا، وفاضت أعينهن بدموعٍ نورانيَّة، وبلغن غاية الأنس والطمأنينة؛ فما أسْعدَهن!! ستظلُّ ذكراهن الطيبة باقيةً بما قدَّمْنَ من خدمةٍ إيمانيَّةٍ قدسية، وستكون قبورُهنَّ بإذن الله منوَّرةً كرياض الجنَّة، وسيُرفَعنَ في الآخرة أعلى الدرجات إن شاء الله.

لقد نِلْنَ مكاسبَ معنويَّة جمَّة، ومراتبَ رفيعةً عظيمة بقراءتهن الرسائلَ وإقرائها، ففضلًا عن شمولِ أدعيةِ الأستاذ لهن، تنالُهنَّ دعوات الملايين من طلاب النور، ويُسجَّل ثوابُ أعمالهم الصالحة في سجلِّ حسناتهن بإذن الله، بسرِّ الشراكة المعنوية القائمة بين طلاب الرسائل؛ ولنا في الرحمة الإلهيَّة عظيمُ الأمل والرجاء في أن يكون هذا حالَ أكثرِ نسائنا إن شاء الله.

***

لقد أدرك أهل البصيرة الناشرون لرسائل النور ما تنطوي عليه من حقائق سامية، فتعلَّموا من دروسها القدسيَّة، وراحوا يواجهون بقلوبٍ مفعمةٍ إخلاصًا وصدقًا أعداءَ الدِّين العاملين في الخفاء؛ وتعرَّضَ أبطالُ النور للعَسْف والأذى، واقتُحِمَتْ بيوتهم للتفتيش، وزُجَّ بهم في السجون، ولقوا فيها صنوفًا من الشدائد والعذاب، لكن ذلك لم يكن لِيَثنيَهم عن نشرِ الرسائل بأقلامهم الألماسيَّة طَوالَ تلك الحقبة الحرجة، ولو أنهم طلبوا نعيمَ الدنيا لكان لهم، لكنهم وقفوا حياتَهم لخدمة رسائل النور، وضحَّوا في سبيلها بكل المراتب الدنيويَّة والثروات الشخصيَّة.

ولعلَّ سائلًا يسأل: ما سرُّ هذا العزم والقوَّة والتضحية والثبات والوفاء الذي تحلَّى به تلاميذ رسائل النور؟! والجواب: إن سرَّ ذلك كلِّه هو ما انطوتْ عليه الرسائل