259

خاتمة المسألة السابعة

تُبيِّن هذه الخاتمة سِرًّا عظيمًا من أسرار العناية، وتزيل الأوهام الواردةَ أو المحتمِلةَ الورودِ على الإشارات الغيبية المذكورة في صورة عناياتٍ إلهيةٍ ثمانية؛ وهي أربع نكات:

النُّكتة الأولى:

كنا قد ادَّعَينا في المسألة السابعة من «المكتوب الثامن والعشرين» أننا استشعرنا إشارةً غيبيةً من سبعِ أو ثماني عناياتٍ إلهيةٍ كُلِّيَّةٍ معنويَّة، وأننا شاهدنا جلوةَ هذه الإشارة الغيبية في النقش الموجود تحت عنوان «التوافقاتِ» المسمَّاةِ العنايةَ الإلهية الثامنة.
وندَّعي أن هذه العنايات الكلِّيَّة السبع أو الثماني قويَّةٌ وقطعيَّةٌ، لدرجةِ أن كلَّ واحدةٍ منها تُثبِت على حِدَتها تلك الإشارات؛ ولو فرضنا مُحالًا أن بعضَها بدا ضعيفًا أو أُنكِر، لم يُخِلُّ ذلك بقطعيَّةِ الإشارات؛ إذْ مَن لم يقدر على إنكار تلك العنايات، لا يمكنه إنكار تلك الإشارات.
لكن لما كانت طبقات الناس متفاوتة، وكانت طبقة العوام -وهي أكثرُها- تعتمد على المشاهدة أكثر من غيرِها، فقد غدت التوافقات أظهرَ تلك العنايات وأعمَّها، مع أنها ليست أقواها، بل سائرُ العنايات أقوى منها، ولهذا اضطررتُ لبيانِ حقيقةٍ بصورة الموازنة لدفع الأوهام الواردة على التوافقات.
وبيان هذا أننا قلنا فيما يتعلق بتلك العناية الظاهرة: إنه يُشاهَد في مواضعِ وُرود كلمتَي «القرآن» و«الرسول الأكرم (ص)» في الرسائل التي ألَّفناها توافقاتٌ لا تُبقي أيَّة شبهةٍ في أنها تُرتَّب بقصدٍ فتأخذ هيئةَ التوازي؛ ودليلُنا على أن القصد والإرادة ليسا منا أننا لم نَقِفْ على هذه التوافقات إلا بعد ثلاثِ أو أربعِ سنين، ما يعني أن ذينِك القصد والإرادة كانا غَيبيَّين كأثرٍ من آثار العناية؛ فأُعطيَتْ هاتان الكلمتان تلك الهيئةَ الغريبةَ