468

آنفًا في النقاط الستِّ، والجهات الستِّ، والمقامات الستِّ، دامتْ حاكميتُه النورانية المَهيبة، وسلطنتُه القدسية العظيمة، مضيئةً وجوهَ العصور، منوِّرةً وجهَ الأرض، أكثر من ألفٍ وثلاثمئةِ سنةٍ بكمال الاحترام..

كما فَهِم أنه لأجل هذه الخاصِّيَّات أيضًا نال القرآن امتيازاتٍ قدسيةً، منها أن كلَّ حرفٍ من حروفه يعود بعشرِ حسناتٍ وعشرِ أجورٍ على الأقل، ويُثمِر عشرَ ثمراتٍ باقية، بل إن بعضَ آياته وسُوَره يُثمِر كلُّ حرفٍ منها مئةَ ثمرةٍ بل ألفًا بل أكثر، ويَزدادُ نورُ كلِّ حرفٍ وثوابُه وقيمتُه في الأوقات المباركة من عشرةٍ إلى مئات..

فقال لقلبه: إن هذا القرآن المُعجِز من جميعِ جهاته قد شَهِد بإجماعِ سوره، واتفاقِ آياته، وتوافقِ أسراره وأنواره، وتطابقِ ثمراته وآثاره، شهادةً مُثبَتةً بالدلائل على وجودِ واجبِ الوجود الواحد الأحد، وعلى وَحدته وأسمائه وصفاته، بحيث ترشَّحتْ من شهادتِه شهاداتُ جميعِ أهل الإيمان التي لا تُحَد.

وهكذا ذُكِر في المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول على سبيل الإشارةِ الموجزةِ إلى درس التوحيد والإيمان الذي تلقَّاه هذا المسافر من القرآن:

لا إله إلا الله الواجبُ الوجودِ، الواحدُ الأحدُ، الذي دلَّ على وجوبِ وجوده في وَحدته القرآنُ المعجِز البيان، المقبولُ المرغوبُ لأجناسِ المَلَك والإنسِ والجانّ، المقروءُ كلُّ آياته في كلِّ دقيقةٍ بكمال الاحترام بألسنةِ مئاتِ الملايين من نوعِ الإنسان، الدائمُ سَلْطنَتُه القدسيَّةُ على أقطار الأرضِ والأكوان وعلى وجوه الأعصار والزمان، والجاري حاكميَّتُه المعنويَّةُ النورانيَّةُ على نصف الأرض وخُمسِ البشر في أربعة عشر عصرًا بكمال الاحتشام؛ وكذا شَهِدَ وبرهنَ بإجماعِ سوره القدسيةِ السماويةِ وباتفاقِ آياته النورانيَّةِ الإلهية، وبتوافُقِ أسراره وأنواره، وبتطابق حقائقه وثمراته وآثاره بالمشاهَدةِ والعِيان.