376

في صحيفة أعمال إخوانه؛ كما أنه بمقتضى هذا الدستور وبمقتضى الرحمة الإلهية تغدو مكاسبُ الداخلين إلى دائرة رسائل النور بصدقٍ وإخلاص عظيمةً كُلِّية، إذ ينال كلُّ واحدٍ منهم آلاف المكاسب، وهذه المكاسب تُسجَّل في صحيفةِ أعمالِ كلِّ واحدٍ منهم بإذن الله من غير انقسامٍ ولا تَجزُّؤ، بخلاف الاشتراك في الأموال الدنيوية، وهم في هذا أشبهُ بمن يُسرِجُ مصباحًا فينعكس نوره في آلاف المرايا من غير انقسام.

وإننا بهذا المعنى نؤمِّل عظيمَ الأمل في سَعَةِ الرحمة الإلهية، أنْ إذا فاز أحد تلاميذ رسائل النور الصادقين بحقيقة ليلة القدر وبالمرتبة العليا لشهر رمضان، أن يكون سائرُ التلاميذ الحقيقيين الصادقين شركاء ومساهمين له في ذلك الفوز.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

المسألة الأولى: أنني قلتُ بناءً على ما أظهره أحد إخواننا من تكاسلٍ في تسبيحات الصلاة: إن تسبيحاتِ ما بعد الصلاة طريقةٌ محمدية وأورادُ ولايةٍ أحمدية، على صاحبها الصلاة والسلام، فأهميتها بهذا الاعتبار عظيمة.

ثم انكشفتْ لي حقيقةُ هذه الكلمة بأنه مثلما تعلو الولاية الأحمدية التي انقلبت إلى الرسالة على جميع الولايات، فكذلك طريقةُ هذه الولاية تعلو بالدرجة نفسها على سائر الطُّرُق، وكذلك الأورادُ المخصوصة بهذه الولاية الكبرى، أعني التسبيحات عقب الصلاة، فإنها تعلو على سائر الأوراد.

ثم انكشف لي سرٌّ أيضًا، وهو أنه كما يحصل عند اجتماعِ هيئةٍ تَرابطَ أفرادُها فيما بينهم في حلقةِ ذكرٍ بمجلس، أو في خَتمٍ نقشبنديٍّ بمسجد، إذ يشعُر المرءُ بحالةٍ نورانيةٍ