367

في الأثر، [قال الإمام العجلوني في كشف الخفاء (2/369)، رقم 1004، «تفكُّر ساعةٍ خيرٌ من عبادة سنة»، وفي لفظٍ: «ستين سنة»؛ ذكره الفاكهاني بلفظ: «فِكر ساعةٍ..»، وقال: إنه من كلام السَّرِيِّ السَّقَطي رحمه الله، وورد عن ابن عباس وأبي الدرداء بلفظ: «فكرة ساعةٍ خيرٌ من عبادة ستين سنة»؛ هـ ت] فضلًا عن أنه يساعد أستاذَه الذي يعاني أوضاعًا صعبة ولا يُحسِن الخط، فيشاركه في حسناته؛ وسوى ذلك من الفوائد.

وإنني أؤكد مُقسِمًا أن مَن يستنسخ رسالةً صغيرةً يُخاطِب بمضمونها نفسَه، فهو بمثابةِ من يُهدي إليَّ هديةً كبيرة، بل إن كلَّ صفحةٍ منها تُدخل عليَّ السرور كما لو أُهدِيَتْ إليَّ أوقيةٌ من السُّكَّر. [واجهت تركيا في ثلاثينات القرن العشرين قحطًا شديدًا أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية، بما فيها السُّكَّر الذي كاد يُفقَد من الأسواق؛ هـ ت]

المادة الثانية: إن أعداء رسائل النور من الجن والإنس -وهم أعداء لا إيمان لهم ولا أمان- لمَّا عجزوا عن مجابهة قلاعها المتينة كالفولاذ، أو حُجَجها القاطعة كسيوف الألماس، راحوا يشنون هجومًا شيطانيًّا على كتَّابها، ويُنزِلون بهم الضربات بوسائل وحِيَلٍ خفيَّةٍ من حيث لا يشعرون، ليثبطوا عزيمتهم، ويفتِّروا همتهم، ويصرفوهم عن كتابة الرسائل، لا سيما هنا، حيث الحاجة ماسّة، والكُتَّاب قِلَّة، والأعداء متيقظون، ولما كان بعض الطلبة لا يستطيعون المقاومة فقد حَرموا هذا البلدَ من الأنوار بشكلٍ أو بآخَر.

فمن أراد لقائي ومجالستي في مشرب الحقيقة فلْيفتح أيَّة رسالة، وعندئذٍ لا يلتقي بي، بل يلتقي بأستاذه خادمِ القرآن، فينهَل دروسَ الحقائق الإيمانية ذوقًا.

…….

بينما كانت رسالة «صبري» في طريقها إليَّ، وكنت بتأثيرها المعنوي أتأمل في هذه الآيات [هي الآيات من قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ..﴾، إلى قوله: ﴿..وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج:1-10]، وقد مرَّ ذكرُها في متن الرسالة المطوَّل، لكنها حُذِفَت هنا عند الاقتباس؛ هـ ت] وفي آية ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام:122]، وما فيها من الإشارات