370

ولقد أثبتتْ رسائل النور بشكلٍ قطعيٍّ أن الكفر والضلالة إهانةٌ كبرى للكائنات، وظلمٌ عظيمٌ للموجودات، وسببٌ لرفع الرحمات ونزول الآفات؛ حتى لقد جاءت رواياتٌ صحيحة بأن الأسماك في أعماق البحار تشتكي من الظَّلَمة إذْ تَسبَّبوا بسلب راحتها؛ وعلى هذا، فإن الذي يتألم لعذاب الكافرين والمنافقين في الآخرة ويُشفق عليهم، لا يتألم في واقع الحال لمن هم أهلٌ للشفقة من أبرياء لا يُحصَون عددًا.

***

إن رسائل النور تفي بالحاجات المتعلقة بالحقائق الإسلامية فلا تدع حاجةً إلى المؤلّفات الأخرى، ولقد تبيَّن بالتجارب الكثيرة القاطعة أن الطريق الأسهل والأقصر لإنقاذ الإيمان وتقويتِه وجعلِه إيمانًا تحقيقيًّا موجودٌ في رسائل النور؛ أجل، فهي تجتاز هذا الطريق في خمسة عشر أسبوعًا بدلًا من خمسَ عشْرةَ سنة، فتوصل المرء إلى الإيمان التحقيقي.

إن أخاكم الفقير هذا كان قبل عشرين سنةً كثيرَ المطالعة، حتى ربما طالع في اليوم الواحد مجلدًا كاملًا مع الفهم، وإني منذ نحو عشرين سنةً أصبحتُ يكفيني القرآن ورسائلُ النور الواردة منه، فما اقتنَيتُ سواها وما احتجتُ إلى غيرها.

ومع أن رسائل النور تتناول حقائق كثيرةً متنوعة، إلا أني منذ شرعتُ بتأليفها قبل عشرين سنة، لم أجد حاجةً للرجوع إلى كتاب، فلا جَرَمَ أن تكونوا أغنى مني بعشرين درجة عن مثل هذه الحاجة.

ثم إني قنِعتُ بكم وما زلت، فلا ألتفت إلى غيركم ولا أنشغل بسواكم، وما دام الأمر كذلك فيلزم أن تقنَعوا أنتم كذلك برسائل النور، بل هذا هو الألزم في هذا الزمان.

***