372

ثم ذهبتُ بعد نحو ست سنوات إلى أنقرة، وسعيتُ لأجل تلك الحقيقة من جديدٍ، فوافق مئةٌ وثلاثة وستون نائبًا من أصل مئتين على تخصيص مبلغ مئةٍ وخمسين ألف ليرةٍ لإنشاء مدرستنا هذه، ووقَّعوا على ذلك، إلا أن المدارس أُغلقت للأسف الشديد، وتأخر إنجاز تلك الحقيقة من جديد، لكن حمدًا لله بما لا يُحَدّ أنْ تأسست الهوية المعنوية لهذه المدرسة بولاية «إسبارطة»، فأخرجتْ رسائلَ النور، وسيوفَّق تلاميذُ رسائل النور لتأسيس الشكل المادي لهذه الحقيقة العلمية في المستقبل إن شاء الله.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

[هذا النصُّ مقتَبَسٌ من رسالةٍ وجَّهها الأستاذ لطالبه «محمد فيضي» الذي تعرَّف عليه في «قسطمونو»؛ هـ ت.]

…….

كانت الخدمة الإيمانية القيّمة السامية التي يؤديها تلاميذ النور بـ«إسبارطة» تورثهم القناعة بأنها تكفيهم، فقد أَدركت بصائرُ قلوبهم النفَّاذةُ حقيقةً مُفادها أن الخدمة من خلال رسائل النور تنقذ الإيمان، أما الطريقة والمشيخة فتُنِيل مراتبَ الولاية، وأن إنقاذ إيمانِ شخصٍ واحدٍ أهمُّ وأجزل ثوابًا من ترقية عشرة مؤمنين إلى درجة الولاية؛ لأن الإيمان يحقِّق للمؤمن سلطنةً باقيةً أعظم من الدنيا بما فيها، إذ يُنيله السعادة الأبدية، أما الولاية فإنما تُوَسِّع جنةَ المؤمن وتزيدها إشراقًا؛ ولا شك أن جَعْلَ شخصٍ ما سلطانًا هي خدمةٌ أجزلُ ثوابًا من جعلِ عشرة أشخاصٍ ولاةً؛ فهذا هو السر الدقيق الذي أبصرتْه