374

أما أنا فأحب هذا الرجل المبارك حبًّا جمًّا كما تحبُّه، وأقدِّره، لأنه مرشدٌ خالص، ودليلٌ عظيمُ القدر والأثر لأهل الإيمان في دائرة السُّنة السَّنِيَّة ومسلك الحقيقة؛ فلو انكشف مقامُه الشخصي ما تراجعتُ أو تخلَّيتُ عن ارتباطي به، ولا نقَصَتْ محبتي له، بل لارتبطتُ به بمزيد من الاحترام والتقدير.

إذًا، فأنا أحبُّ ضياء الدين الحقيقي، وأنت تحب ضياء الدين الخيالي؛ فقَبِل أخي وجهةَ نظري وقدَّرها، إذْ كان عالمًا منصفًا مدقِّقًا.

فيا طلاب رسائل النور الأعزاء.. ويا إخواني الأوفرَ مني حظًّا والأعظمَ مني تضحية.. قد لا يضركم فرطُ حسنِ الظنِّ بشخصي، إلا أن أمثالكم من الأفاضل طالبي الحقيقة ينبغي أن ينظروا إلى الوظيفة والخدمة، فانظروا من هذه الزاوية، فإنه لو رُفِعَ الستار وانكشفتْ ماهيتي المجلَّلة بالنقائص والمعايب لرَثَيتُم لحالي، فأنا أستُرُ معايبي عنكم لكيلا أُنفِّركم من أُخُوَّتي.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

حِكمةُ جوابي الذي أجبتُ بهِ على رسالتكم الواردة قبل أسبوع، والذي يجرح بدرجةٍ ما حسنَ ظنكم بي

توجد في هذا العصر تياراتٌ مسيطرةٌ سيطرةً تَفُوق التصور، لدرجة أنها تستحوذ على كلِّ شيءٍ وتحوِّله لصالحها؛ وبناءً على هذا فإنه لو جاء في هذا الزمان ذلك السيّد الحقيقي المنتظَر قدومُه بعد قرنٍ من الآن، فإني أقدِّر أنه سيُنَحِّي جانبًا شؤونَ عالم السياسة، وسيُغيِّر هدفه، لئلا تُستغلَّ حركته لصالح تلك التيارات.