289

واعلموا أيضًا أنَّ بعض الموظَّفين عديمي الكفاءة نظروا في أمري نظرةَ تضخيمٍ ومبالغة، فجعلوا الحبَّة قبَّة، وذلك لقلَّةِ حيلتهم، أو لشدة هواجسهم، أو بسببِ مزاعمَ مختلَقةٍ يُتَذَرَّعُ بها كما هي ذريعةُ الذئب مع الحَمَل، أو لنيلِ مرتبة، أو حيلةً منهم لتهيئةِ الأرضيَّة لتطبيق قوانين التحرر الجديدة، ليتزلَّفوا بذلك إلى الحكومة؛ وأملُنا فيكم أن تُظهروا بكفاءتكم قُبَّةَ أوهامهم حبَّةً، أي أن تَقلِبوا منظارَهم فتنظروا بعكسِ ما نظروا.

ثمَّ إنَّ لي رجاءً، وهو أنْ تعيدوا إليَّ كتبي المصادَرة التي لا تُقدَّر عندي بمال؛ وكانت مكتبة أنقرة تلقَّتْ قسمًا مهمًا منها قبلَ اثنتي عشرة سنةً بامتنانٍ وشكر، وأعلنَ قيِّمُ المكتبة ذلك في الصُّحف.

وأطلبُ -بالإذن من هيئتكم المخوَّلة بالحكم في هذه القضية المصيرية- أن تَرفعَ نسخةً من إفادتي هذه إلى المدعي العام، ليقيم دعوى على مَن ألحقوا الضرر بي، ونسخةً إلى وزارة الداخليَّة، ونسخةً ثالثةً إلى مجلس النوَّاب.

***

التتمة الأولى لدفاعي السابق

أَلفِتُ نظرَ المحقِّق والهيئةِ الحاكمة إلى أنني أُضيفُ ثلاثَ موادَّ إلى إفادتي السابقة.

المادَّة الأولى: يسألوننا بإصرارٍ يثير استغرابَنا ودهشتَنا، ويُشعرنا بوجود مكيدةٍ مدبَّرةٍ للتذرُّع بالاتهام، فيقولون لنا وكأننا تجمُّعٌ أو تنظيم: من أيِّ جهةٍ تقبضون المال لعملِ هذا التنظيم؟

الجواب:

أولًا: وأنا بدوري أسأل هؤلاء: ألديكم وثيقةٌ أو أمارةٌ على وجودِ تجمُّعٍ سياسيٍّ من قِبَلِنا؟ وهل عثرتم على حجَّةٍ أو دليلٍ يفيد أننا أسَّسنا تنظيمًا بالمال حتى تسألوا هذا السؤال بكلِّ إلحاح؟!