302

«لقد مضى زمن التعصُّب، ولا يناسبنا أن تعلِّم دروسًا دينيَّةً وإيمانيَّةً قويَّةً بصورةٍ رجعيَّةٍ، في وقتٍ يلزمنا فيه نسيان الماضي والتوجُّه بكل طاقتنا إلى المستقبل».

فالجواب:

أوَّلًا: إن الزمن الذي يُظَنُّ أنه ذلك الماضي قد أصبح مستقبلًا، فهو المستقبل الحقيقي، ونحن إليه ذاهبون.

ثانيًا: لقد ارتبطت رسائل النور بالقرآن الحكيم باعتبارها تفسيرًا له؛ والقرآنُ إنما هو حقيقةٌ جاذبةٌ كالجاذبيَّة العموميَّة تربط الكرة الأرضيَّة بالعرش؛ وليس بمقدور حكام آسيا مواجهةُ تفاسيرِ القرآن -ومنها رسائل النور- وإنما شأنهم أن يكونوا سِلْمًا لها، يستفيدون منها ويحمونها.

أما إسكاتي، فإنه إنْ ضُحِّيَ برؤوسِ كثيرٍ من أهل العزة في سبيلِ اكتشافٍ بسيط، أو فكرٍ سياسيٍّ تافه، أو مكانةٍ دنيويَّة؛ فإنني لو كانت لي رؤوسٌ بعددِ ذرَّاتِ كياني، ولزِم أن أُضحِّي بها في سبيلِ ثروةٍ تكون ثمنًا للجنة العظيمة، وماءِ حياةٍ يُنيل الحياة الأبديَّة، وكشفيَّاتٍ تُدهِش الفلاسفة، لضحَّيتُ بها حتمًا بدون تردُّد.

ثمَّ إنَّ إسكاتي بالتَّهديد أو بالقضاء عليَّ سيدفع ألفَ لسانٍ للتكلُّم بدلًا من لسانٍ واحد؛ ورجائي من الرحيم ذي الجلال أن يُنطِق -برسائل النور التي عَمَرَتِ الأرواحَ منذ عشرين سنة- آلافَ الألسنة بدلًا من لساني الواحد الصامت.

***