285

القدسيَّة التي تُشكِّل حجر الأساس لحياةِ الشعب والوطن؛ وبمقدوري أن أُشهِدَ جميعَ الأفاضل الذين قرؤوها أو قرؤوا بعضَها على أنها نافعةٌ لتسعةٍ وتسعين بالمئة من أبناء هذا الشعب المبارك دون ضرر؛ فليَبرز أحدهم ولْيقُلْ: وجدتُ فيها ضررًا.

ثانيًا: ليس عندي مطبعةٌ ولا كَتَبَة، بل لا أستطيع أن أجد أحدهم إلا بصعوبة، ولستُ حَسَن الخط، بل أنا شِبهُ أُمِّي، لا أكاد أكتب بخطِّي المَشوبِ بالكثير من النقص صحيفةً واحدةً في ساعةٍ واحدةٍ.

ولقد ساعدني بعضُ الأكارم -كالمرحوم «عاصم بك»- بخطوطهم الجميلة التي كانت بمثابة تَذكارٍ لي، فدوَّنوا ذكرياتي في غربتي المفعمة بالحزن؛ ثم طلبَ بعضُ الأفاضل قراءةَ تلك الأنوارِ الإيمانيَّة، إذْ وجدوا فيها الدواء الناجع لدائهم، فلما قرؤوها رأوها بحقِّ اليقين ترياقَ حياتهم الأبدية، فاستنسخوها لأنفسهم.

ودونكم «رسالة الفهرست»، وهي بأيديكم وتحت نظر تدقيقكم، فإنها تُظهِر أنَّ كلَّ جزءٍ من رسائل النور يفسِّر حقيقةَ آيةٍ قرآنيَّة، خصوصًا الآياتِ المتعلقةَ بأركان الإيمان، فقد فسَّرتْها ووضَّحتْها أيَّما إيضاح، بحيث أفشلتْ مخططاتِ الهجوم على القرآن التي وضعَها فلاسفةُ أوروبا منذ ألف سنة وقوَّضتْ أُسُسَها.

وثمة برهانٌ واحدٌ من بين آلافِ البراهين الإيمانيَّة والتوحيديَّة في الرجاء الحادي عشر من «رسالة الشيوخ» التي بين أيديكم الآن، فطالعوه كعيِّنةٍ أو نموذج، ودقِّقوا فيه؛ سيتبين لكم حينئذٍ صحةُ دعواي من خطئها.

ثم إنني على يقينٍ من أنَّ كلَّ من يطالع بإنصافٍ نماذجَ من رسائل النور، كـ «رسالة الاقتصاد»، و«رسالةِ المرضى» ذاتِ الخمسةِ والعشرين دواءً إيمانيًّا، و«رسالةِ الشيوخ» ذاتِ الثلاثة عشر رجاءً وسلوانًا إيمانيًّا للمُسنِّين، سيُقدِّر عظيمَ منفعتِها للوطن والشعب؛ إذْ هي كنزُ ثروةٍ ثمينٌ، وترياقٌ، وضياءٌ، لما يربو على نصف أبناء هذا الشعب المبارك من طوائف الفقراء والمرضى والمُسنِّين.