529

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الصِّدِّيقين.. إن ثباتَكم وصلابتَكم قد أَحبطا جميع مخطَّطات الماسونيين والمنافقين؛ أجل يا إخوتي، لا داعيَ لإخفاء الأمر، فلقد قاس أولئك الزنادقةُ رسائلَ النور وطلابَها على الطُّرُق الصوفية خصوصًا الطريقة النقشبندية، وشَنُّوا هجومَهم علينا بنفس المخطَّطات التي تغلبوا بها على أهل تلك الطُّرُق، أملًا في أنْ يُفرِّقوا صفَّنا ويقضوا علينا.

فأولُ هذه المخططات: التنفيرُ من المسلك والتخويفُ منه، وإبرازُ ما وقع فيه من إساءة استعمال.

وثانيًا: التشهيرُ بعيوب رجاله ومنتسبيه.

وثالثًا: هدمُ التساند القائم بين أبنائه من خلال إفسادهم بالفلسفة المادية ورذائلِ المدنيَّة الجذَّابة وسمومها اللذيذة المخدِّرة؛ والحطُّ من شأن شيوخهم وعلمائهم بالقدح والطعن والتجريح؛ ودفعُهم لازدراء مسلكهم بناءً على بعض دساتير العلم والفلسفة.

لقد هاجمونا بنفس السلاح الذي هاجموا به النقشبندية وأهلَ الطُّرُق، لكنهم واهمون، لأن مسلكَ رسائل النور الأساسي: الإخلاصُ التام، وتركُ الأنانية، واستشعارُ الرحمة في المشاق، وتحرِّي اللذائذ الباقية في الآلام، وإظهارُ ما تنطوي عليه اللذة المحرَّمة الفانية من آلامٍ فظيعة، وبيانُ أن الإيمان مدارُ لذائذ غيرِ محدودةٍ حتى في الدنيا، وتعليمُ حقائقه وقضاياه التي تعجز عن بلوغها أيَّةُ فلسفة، وهذا ما سيُفشِل مخطَّطاتهم بإذن الله ويُسكتُهم قائلًا: لا يُقاس مسلَك رسائل النور بالطُّرُق الصوفية.

سعيد النُّورْسِيّ

***