518

السجن: اشهدوا أنه إنْ أنقذَ هؤلاء إيمانَهم برسائل النور ونَجَوا بها من الإعدام الأبدي فإنني مُسامحٌ لهم من كلِّ قلبي.

وبعدما صدر قرار براءتنا قلتُ لمن كانوا يضايقونني بمراقبتهم الصارمة في مدينة «دَنِزْلي» ولرؤسائهم ولقائد الشرطة وللمفتشين:

إن من كرامات رسائل النور التي لا تَقبل الإنكار، أنه بعد تسعةِ أشهرٍ من التدقيق والتمحيص في عشرين سنةً من حياتي قضيتُها مظلومًا، وفي المئات من رسائلي ومراسلاتي، وفي أحوال الآلاف من التلاميذ، لم يُعثَر على أيَّةِ وثيقةٍ تدل على وجود تيارٍ أو تنظيم، ولا على أيَّةِ علاقةٍ بمنظمةٍ داخليةٍ أو خارجية، بحيث إن مثل هذا الوضع العجيب لا يمكن أن يكون نِتاجَ تفكيرٍ وتخطيط؛ ذلك أنه لو جيء بشخصٍ ما فكُشِفَ عن أسراره وشؤونه الخاصة على مدى بضعِ سنين، لظهرتْ حتمًا عشرون مادةً تُخجِله أو تُدينه.

فما دامت هذه هي الحقيقة، فإنكم إما أن تقولوا: إن هذا عملٌ يديره ويقف وراءَه دهاءٌ شديدٌ لا يُبارى، أو تقولوا: إنه حِفظٌ إلهيٌّ بغاية العناية؛ فإن كان دهاءً فلا شك أن مواجهةَ دهاءٍ كهذا خطاٌ فادحٌ يعود بالضرر على الوطن والشعب، وإن كان حفظًا إلهيًّا، فالتعرُّض لمثل هذا الحفظ الإلهي والعناية الربانية ليس إلا تمرُّدًا فرعونيًّا.

فإنْ قلتم: إننا إنْ تركناك وشأنَك فلم نراقبْك ولم نتعقَّبْك، لأمكنَ أن تعكِّر علينا حياتَنا الاجتماعية بدروسك وأسرارك التي تُخفيها؛ أقول لكم: لقد وقَعتْ جميعُ دروسي بلا استثناء بيدِ الحكومة والقضاء، فما عُثِر فيها على مادةٍ تستوجِب سجنَ يومٍ واحد.

ثم هذه رسائلي المئة والثلاثون، يوجد منها ثلاثون أو أربعون ألف نسخةٍ يتداولها أفراد الشعب بعنايةٍ واهتمام، ولا تعود عليهم بشيٍ سوى النفع؛ وقد نظرتْ فيها المحكمتان السابقةُ والحالية فلم تعثرا فيها على مادةٍ تستوجب المسؤولية، فأصدرت المحكمةُ الحاليةُ حكمَها بالبراءة، بينما أصدرت المحكمةُ السابقةُ حكمَها بالسجن ستة