536

هذا فضلًا عن أنكم في هذه المدرسة اليوسفية في قاعة امتحانٍ مفتوحةٍ، تلتقون فيها بإخوةٍ حقيقيين مجاهدين يَعدِل كلُّ واحدٍ منهم مئةَ رجل، وتعقدون معهم أواصر الأُخُوَّة، وتُقَوُّونَهم ويُقَوُّونكم، وتجدون بهم السُّلْوان ويجدونه بكم، وتستمرون معهم في الخدمة القدسية بثباتٍ وتسانُدٍ حقيقي، وتستفيدون من كريم سجاياهم، وتنالون أهلية التلمذة في المدرسة الزهراء.

فحريٌّ بكم أن تتفكَّروا في هذه الفوائد إزاء جميع المشاقِّ فتقابلوها بالصبر والتحمل.

سعيد النُّورْسِيّ

***

إخواني الأعزاء الأوفياء الثابتين..

أبيِّن لكم بعضًا من حالي لا لأُحزِنَكم أو أدفعكم للقيام بتدابير فعلية، بل لأنتفع بمزيدٍ من دعواتكم بمقتضى الشراكة المعنوية، ولِتحافظوا على تساندكم بمزيدٍ من رباطة الجأش والحيطة والصبر والتحمُّل والجَلَد.

إن ما أقاسيه من الشدة والأذى في اليوم الواحد هنا يفوق ما كنتُ أقاسيه في شهرٍ بسجن «أسكي شَهِر»، فلقد سلَّط عليَّ الماسونيون الألدَّاء رجلًا متحاملًا عديمَ الإنصاف، كي يَنفَد صبري إزاء هذا العسف والأذى فأقولَ مُحْتدًّا: كفى!! فيجعلوا من قولي هذا ذريعةً يسوِّغون بها تعدِّياتهم الظالمة ويسترون بها أكاذيبهم، لكنني بفضل الله وإحسانه أصبر شاكرًا وسأظل كذلك؛ إذْ ما دمنا نُسَلِّم للقدَر، ونعتبر هذه الشدائد نعمةً معنويةً لما فيها من جزيل الثواب بسرِّ: «خيرُ الأمور أحْمَزُها»، [قال ابن الأثير في «النهاية»: أحمزُها، أي أقواها وأشدُّها؛ والقول مُستقًى بمعناه مما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن الأجر على قدر النَّصَب، يُنظَر كشف الخفاء، الحديث رقم 459؛ هـ ت] وما دامت معظم المصائب الدنيوية العابرة تَؤول إلى خيرٍ وفرح، وما دمنا على قناعةٍ قطعيةٍ بدرجةِ حقِّ