415

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدًا دائمًا

إخواني الأعزاء الأوفياء.. حَذَارِ حَذَارِ من تيارات الدنيا خصوصًا تيارات السياسة، وبالأخص منها التيارات المرتبطة بالخارج، أنْ تلقي بكم في مهاوي التفرقة، أو تُذْهِبَ ريحَكم وتُشَتِّت شملكم أمام فِرَق الضلالة المتحدة ضدكم، أو تُشْرِككم في جريمتها معنويًّا بأن تُظهِروا الرضا عن ظُلمها نتيجة التحزب والانحياز، فتأخذوا بالدستور الشيطاني: الحبُّ في السياسة والبغض للسياسة، بدلًا من الدستور الرحماني:الحبُّ في الله والبغض في الله!! فتُعادوا أخا حقيقةٍ أشبهَ بالمَلَك، وتوالوا رفيقَ سياسةٍ أشبهَ بالشيطان الخنَّاس.

أجل، فالسياسة في هذا الزمان تفسد القلوب وتُلقي الأرواح القلِقة في العذاب، فمن أراد سلامة القلب وراحة الروح فليترك السياسة.

نعم، فكل إنسانٍ على وجه الكرة الأرضية اليوم مشتَّتٌ مضطربٌ يعاني نصيبًا من عذاب المصيبة النازلة، ويقاسيه إما قلبًا وإما روحًا وإما عقلًا وإما بدنًا، لاسيما أهل الضلالة وأهل الغفلة، فإنهم لجهلهم بالرحمة الإلهية العامة والحكمة السُّبحانية التامة، ولعلاقتهم بنوع البشر نتيجةَ الرِّقَّة الموجودة في جنسهم، يقاسون الآلامَ الشديدة الرهيبة للنوع البشري اليوم فضلًا عن آلامهم هُم؛ ذلك أنهم تركوا وظائفَهم الحقيقية وألزمَ أعمالهم من غير موجبٍ لذلك، وأرعَوا سمعهم [إشارةٌ إلى المذياع الذي كان الوسيلة شبه الوحيدة لتتبع أخبار العالم في ذلك الحين؛ هـ ت] للصراعات السياسية والآفاقية، والحوادث الجارية في العالم، وتدخلوا فيها على سبيل الفضول والاشتغال بما لا يعني، حتى غدت أرواحهم حائرة، وعقولهم هاذِرة. [الهَذَر: كثرة الكلام مع الوقوع في اللغو والباطل؛ هـ ت]