423

وكان يقول أيضًا: «إخواني.. أشعر بهجومٍ على رسائل النور من جهاتٍ عدة، فخذوا حِذركم»، ولم يمضِ على هذا زمنٌ يسيرٌ إلا وشيخٌ في اسطنبول يعترض بغير علمٍ على مسألةٍ في رسائل النور، فردَّ عليه المرحوم الشيخ «علي رضا» أمين الفتوى السابق، وبيَّنَ له صواب ما جاء في رسائل النور.

…….

وحصل أن جَفَلَتْ دابةٌ فآذت الأستاذ في ساقه، وعانى من ذلك شهورًا، لكنْ لم تمنعه الآلام والمشاقُّ عن أداء وظيفة عبوديته، والقيام بخدمة رسائل النور القدسية.

ثم وقعت حادثة سجن «دَنِزْلي»، وكان حينها مريضًا مرضًا شديدًا من جرَّاء تعرُّضه لتسمُّمٍ حادّ، إلا أن هذا الفرد الفريد كان برغمِ هذه الحال الشاقة العصيبة ثابتًا بصبرٍ وجَلَدٍ لا يعتريه فتور، عاليَ الهمة في أداء وظائف عبوديته والقيام بالخدمة الإيمانية والقرآنية بعزمٍ لا يلين.

وكان كثيرًا ما يقول قبل توقيفنا: «لِيَحْذرْ أهل الدنيا من التعرض لرسائل النور، وإلا كانوا سببًا في تسلُّط الآفات».

والحقيقة كما يعلم الجميع، أنه ما إن حدثَ توقيف تلاميذ رسائل النور حتى توالت الآفات والزلازل والأمراض من كل جهة، واستمرت الزلازل في «قسطمونو» إلى أن صُدِّق بحقانية رسائل النور ونفعِها، حتى إن قلعة «قسطمونو» الشامخة التي أصبحتْ بمثابة مدرسةٍ نورية أقامت مأتمًا حسرةً واشتياقًا لرسائل النور ومؤلفها، فألقت ببعض أحجارها المُحْكَمَة البناء إلى الأسفل مُصدِّقةً تصديقًا عمليًّا بما أخبر به أستاذنا.

وقال لنا مرةً قبل توقيفنا: «ثمة مخططٌ لهجومٍ رهيبٍ على رسائل النور، لكن لا تقلقوا، فالعناية الإلهية ستتداركنا؛ فإني فتحتُ اليوم الحزبَ القرآنيَّ الأكبر لأقرأه، فظهرتْ أمامي فجأةً الآية: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [الطور:48]، وخاطبتْني