424

معنًى: اُنظر إليَّ، فنظرتُ فرأيتها تبشرنا، وتشير إلى مصيبة سَجننا، ثم نجاتنا، إشارةً من بين طبقات معناها الكثيرة، خصوصًا بمعناها الإشاريِّ والجِفريِّ».

وبذلك أظهر بغير ترددٍ الجوهرةَ التي أخذها من كنز هذه الآية قبل أن تُصدِر محكمة «دَنِزْلي» قرار البراءة بتسعة أشهر، وكشف عن نكتةٍ إعجازيةٍ مهمةٍ لهذه الآية الكريمة، وأدخل السرور على قلوبنا بما بشَّرنا نحن طلابَه الضعفاء المحتاجين إلى القوة المعنوية؛ وفي دفاع «دَنِزْلي» وملحقِها إيضاحٌ تامٌّ لهذه الآية.

هذا، وإن أستاذنا نادرةَ العصر لسانُ حقٍّ بغاية الشجاعة والقوة، وصاحب جسارةٍ فذَّةٍ تتأسى بهدي أولي العزم، فلا يهاب قولةَ الحق، ولا يخاف في سبيله لومة لائم؛ وقد رأى مرةً شواهد قبورٍ مكتوبًا عليها البسملة، يراد استعمالها في إنشاء مجارٍ للصرف الصحي، فتكلم بكلامٍ شديدٍ لاذعٍ لا يتجرأ على قوله أحد، ولم يُبالِ بوجودِ شخصياتٍ مهمةٍ بنظر أهل الدنيا، ووقف سدًّا منيعًا في وجه ذلك العمل وأمثاله من الأعمال الباطلة.

وما تجرأ أحدٌ في بلادنا على إيذائه أو إلحاق الضرر برسائل النور إلا تعرَّض لسوء العاقبة، فمنهم من عاد إلى رشده وطلب العفو، ومنهم من لقي جزاءه، وقد ذُكِرت بعض هذه الوقائع في «الملاحق».

والحاصل أنه ليس بمقدور العاجزين من أمثالنا أن يُعرِّف أو يُصوِّر بحقٍّ ما لأستاذنا المبارك من أوصاف الكمال ومحاسن الأحوال، فقد خَلَقَه ذو الجلال والجمال فريدًا، وأقامه للتوفيق الإلهي مَظْهرًا، فيا سعادة من تعلَّم من رسائل النور!! ويا سعادة من تبوَّأ لنفسه موقعًا في خدمة القرآن والإيمان برسائل النور!! تلك الخدمة التي اشتغل بها أستاذنا وحثَّ عليها وأوصى بها ببالغ الأهمية.

لقد نشر أستاذنا الحقائقَ مدة وجوده في مدينتنا دون انقطاع، وصرف أنفاسه المباركة لأجل سعادتنا، فنسأل الله تعالى وهو أرحم الراحمين، ونتضرع إليه من أعماق