396

والدليل على أن رسائل النور بأجزائها البديعة ليست نتاجَ فكره وعلمه وذكائه، أن منها ما كُتِب في ست ساعات، ومنها ما كُتِب في ساعتين، ومنها ما كُتِب في ساعة، ومنها ما كُتِب في عشر دقائق!! وأنا أؤكد مُقسِمًا أنْ لو كانت لي قوةُ حفظ «سعيدٍ القديم»، ما استطعتُ أن أُنجزَ في عشر ساعات بفكري العملَ الذي أُنْجِزَ هنا في عشر دقائق، ولا أستطيع أن أنجز في يومين بذهني واستعدادي الرسالةَ التي كُتِبَتْ في ساعة، ولا أستطيع أنا ولا غيري من أشدِّ الحكماء المتدَيِّنين بحثًا وتمحيصًا أن ننجز في ستة أيامٍ التحقيقات التي تَضَمَّنَتْها رسالةٌ كُتِبَتْ في ستِّ ساعات، أعني «الكلمة الثلاثين»، وعلى هذا فقِس.

إذًا.. فمع أني مُفلِس، إلا أني صرتُ دلَّالًا وخادمًا في محلِّ مجوهراتٍ بالغ الثراء.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. أثناء أذكار الفجر في أحد هذه الأيام، هاجتْ نفسي الأمارة متقلِّدةً مشاعرَ «سعيد القديم»، متأثرةً بغِيبةٍ شنيعةٍ حاقدةٍ تهجَّم بها عليَّ ذلك الشيخُ المقيم في اسطنبول، وقالت: «أنا مظلومة، وهذا الظلم لا يطاق» وطَلَبَت الانتقام، فَوَرَدَ على قلبي فجأةً إخطارٌ يقول: عسى أنْ يكون هذا وسيلةً لنشر رسائل النور في اسطنبول، ومادمتَ تبذل حياتَيْكَ الدنيوية والأخروية فداءً لرسائل النور، فلتبذل عِزَّة نفسك فداءً لها أيضًا.

ثم إنه كما وُجِد مَن وَصَفَ فخرَ العالَم وسببَ خِلقةِ الكائنات (ص) بالمجنون، فلا تبالِ بانكسار عزة نفسك التي ليست سوى ذُرَيْرَةٍ بالنسبة إلى تلك الشمس؛ فاطمأن قلبي لهذا الإخطار.

سعيد النُّورْسِيّ

***