402

باسمه سبحانه

…….

فرسائل النور وتلاميذها الذين تلقَّوا منها الدرس التام لا يمكن أن يقايضوا بها الدنيا بما فيها، فضلًا عن أن يجعلوها أداةً للسياسة الدنيوية، وما زالوا يبرهنون على هذا حتى اليوم.

نحن لا نتدخل في دنيا أهل الدنيا، ومن الحماقة أن يُتَوَهَّم منا الضرر..

فأولًا: لقد مَنَعَنا القرآنُ من السياسة، صونًا لحقائقه النفيسة كالألماس من أن تَنْحَطَّ إلى مرتبةِ قِطع زجاجٍ بنظرِ أهل الدنيا.

وثانيًا: تمنعُنا الشفقةُ والوجدان والحقيقةُ من السياسة أيضًا؛ لأنه إن كان المنافقون الملحدون المستحقون للصفعات اثنين من عشرة، فالذين لهم صلةٌ بهم من الأطفال والضعفاء والمرضى والمسنين الأبرياء المساكين سبعةٌ أو ثمانية، فإذا وقعت الكارثة وحلَّت المصيبة تَضرَّر هؤلاء الأبرياء ولم يَلْحَق أولئك المنافقين الملحدين -إنْ لَحِقَهما- إلا اليسير من الضرر.

ولهذا فإن الشفقة والرحمة والحق والحقيقة التي تنطوي عليها رسائل النور تَمنَعُ تلاميذَها من الدخول في السياسة بأسلوبِ الإخلال بالأمن والنظام، فضلًا عن أن تَحقُّق نتائجها أمرٌ مشكوكٌ فيه.

ثالثًا: إن هذا الوطن وهذا الشعب وهذه الحكومة أيًّا كان شكلها بِأمَسِّ الحاجة إلى رسائل النور، ويجب حتى على أعتى الملاحدة واللادينيين أن ينحازوا إلى دساتيرها المتمسِّكة بالدين والحق بدلًا من أن يُعادوها أو يتخوَّفوا منها، إلا أن يكونوا خَوَنَةً للشعب والوطن والحاكمية الإسلامية؛ ذلك أنه لا بد من خمسة أسسٍ ضروريةٍ لازمةٍ لحفظِ الحياة الاجتماعية لهذا الوطن والشعب من الفوضوية الهدَّامة.