405

ثم إنه ما دام ذلك الشيخ الفاضل قد دخل من قبلُ في رسائل النور واشترك في كتابتها فهو إذًا في دائرتها، فسامحوه إن كان عنده خطأٌ فكريّ.

ثم إن هذا الزمان العجيب يقتضي منا -مثلما يقتضي مسلكُنا وخدمتُنا القدسية- ألَّا ننشغل بأمثال هؤلاء المسلمين المتدينين والمنتسبين إلى الطريقة، بل ولا ننشغل بمن كان على إيمانٍ وإنْ كان من الفِرَق الضالة، بل حتى بالنصارى الذي يعرفون الله ويؤمنون بالآخرة، وألا نجعل من نقاط الخلاف مع هؤلاء مثار نقاشٍ وجدال.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

أما مسلك رسائل النور فهو القيام بوظيفتها مع عدم التدخل في شؤون الله عز وجل، فوظيفتُها التبليغ، أما الاستجابة والقبول فشأنُ الله تعالى.

ثم إنه لا أهمية للكمية، فإنك إن وجدتَ في تلك الأنحاء «عاطفًا» [المقصود «عاطف أورال»، وهو أحد تلاميذ رسائل النور، وممن يُضرب به المثل في العزيمة والإخلاص؛ هـ ت] واحدًا فكأنك وجدتَ مئة؛ ولا تهتم بمثل تلك الأمور الخارجية، ولكن كن على حيطةٍ وحذر.

وإن هذا الزمان زمان الغفلة والعطالة والانشغال بهموم العيش، وإن اليسير من العمل في هذا الزمان أمرٌ عظيمُ الأهمية، فلا تَوَقُّفَ ولا فَشَل ولا هزيمة، بل فتوحاتٌ مظفرةٌ لرسائل النور في كل جهة.

سعيد النُّورْسِيّ

***