407

نعم، فالنتيجتان المحقَّقتان اللتان تمنحُهُما رسائلُ النور في هذا الزمان الرهيب هما أسمى من كل شيء، ولا تدعان حاجةً إلى المقامات ولا إلى أيِّ شيءٍ آخر.

فالنتيجة الأولى: أن الداخلين في دائرة رسائل النور بإخلاصٍ وقناعةٍ يُختم لهم بالإيمان؛ وهذا أمرٌ له أماراتٌ بغايةِ القوة.

والنتيجة الثانية: أن لكلِّ تلميذٍ حقيقيٍّ صادقٍ دعاءً واستغفارًا وعبادةً بآلاف الألسنة والقلوب، وله كبعض الملائكة تسبيحٌ بأربعين ألف لسان، وله مئةُ ألفِ يدٍ تتحرَّى الحقائق القدسية العلوية كحقيقة ليلة القدر في شهر رمضان المبارك؛ وما هذا إلا بمقتضى الشراكة المعنوية الأخروية التي تقرَّرتْ وتحققتْ في دائرة رسائل النور بغير اختيارنا.

فلأجل مثل هذه النتائج يُرجِّح تلاميذُ رسائل النور الخدمةَ النوريةَ على مقام الولاية، ولا يطلبون الكشف والكرامات، ولا يَسعَون لقطف ثمار الآخرة في الدنيا، ولا يتدخلون فيما هو خارجَ وظيفتهم من شؤونٍ إلهيةٍ خالصة، كالتوفيق والقبول بين الناس والرواج وتحقيق الغلبة ونيل السمعة والشهرة والأذواق والعنايات رغم استحقاقهم لها، ولا يبنون عملَهم على مثل هذه الأمور، وإنما يعملون خالصين مخلصين قائلين: «وظيفتنا الخدمة، وكفىٰ».

سعيد النُّورْسِيّ

***