410

1358 و1359، فكما بيَّنتْ أن الإيمان والعمل الصالح هو الحل الوحيد للنجاة من هذه الخسارات، لا سيما الخسارات المعنوية، فإنها تُبيِّن بمفهوم المخالفة أن السبب الوحيد لهذه الخسارات هو الكفر والكفران وعدم الشكر، أي عدم الإيمان والفسق والفجور.

فشَكَرنا الله تعالى موقنين بعظمة سورة العصر وقدسيتها، وبأنها برغم قِصَرها خزينةُ حقائقَ بغاية السَّعة والامتداد.

نعم، فكما أن الإيمان والعمل الصالح الآتيان من القرآن هما سبب نجاة العالم الإسلامي من الحرب العالمية الثانية الرهيبة التي هي خسارة هذا العصر، فإن سبب ما نزل بالفقراء من جوعٍ وقحطٍ هو عدم تذوُّقهم ما في الصيام من جوعٍ لذيذ، وسببُ ما أصاب الأغنياءَ من خسارةٍ وفقدِ أموالٍ هو قيامهم بالاحتكار بدلًا من دفع الزكاة.

وإن قناعات الآلاف من أهل الحقيقة والنباهة من تلاميذ رسائل النور، تُثبِتُ بأماراتٍ كثيرةٍ جدًّا أن رسائل النور لقَّنَتْ حقيقةَ الكلمةِ القدسية: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ درسًا تحقيقيًّا في قلوب مئاتِ الآلاف من الناس بصورةٍ فائقة، فكانت هي السببَ في عدم تحوُّل الأناضول ميدانًا للحرب.

***