390

باسمه سبحانه

تعلمون يا إخواني أننا نَفِرُّ في مسلكنا من الأنانية وحب الذات وطلب المقام خلف ستار الشهرة والسمعة فرارَنا من السُّمِّ الزُّعاف، ونجتنب تمامًا كلَّ حالةٍ تُشعِر بهذا.

ولا بد أنكم شاهدتم بأعينكم على مدى سبع سنين، وتَبيَّن لكم بالتحقيق خلال عشرين سنةً، أنني لا أبتغي منح شخصي تقديرًا ومقامًا، وقد نبَّهتُكم على هذا الأمر بشدَّة، ويسوؤني أن ترفعوني فوق حدي، غير أني أقبل منكم أن تنظروا إليَّ باعتباري واحدًا من تلاميذ رسائل النور التي هي إحدى معجزات القرآن الحكيم المعنوية في هذا الزمان، أرتبط بها وأُسلِّم بها بخالص الارتباط والتصديق؛ ولله الحمد.

فأيُّ معنى وأيُّ مبرر للهواجس التي تُساوِرُ رجالَ الحكومة والأمن والإدارة تجاه أُناسٍ يجتنبون الأنانيةَ وحبَّ الذات والرياءَ المستتر خلف ستار الشهرة والسمعة، بل يجعلون هذا الاجتنابَ دستورًا لعملهم؟! ألا إنه لأمرٌ يفهمه حتى المجانين.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. تأمَّلتُ هذه الأيام في أساسَي التقوى والعمل الصالح، وهما أهمُّ أساسَيْن يُتَمسَّك بهما بعد الإيمان كما يُبيِّن القرآنُ الحكيم.

أما التقوى فهي اجتناب المنهيات والآثام، وأما العملُ الصالح ففعل الخير والتحرك في دائرة الأمر، وإذا كان درء المفاسد مقدَّمًا على جلب المصالح في كل زمان،