481

المناجاة

[ألَّف الأستاذ رسالةَ المناجاة هذه بالعربية، ثم شرحها لاحقًا باللغة التركية، وقد أبقينا هنا على «المناجاة» بنصِّها الأصلي لجزالتها ورونقها الفريد؛ هـ ت]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة:164].

اللهم إنه ليس في السماوات دوراتٌ مُنتَظَمات، وأجرامٌ عُلْوِيَّاتٌ ساكتاتٌ، بغير عَمَدٍ ساكنات، ونجومٌ متلألآتٌ متماثلاتٌ، موزوناتُ الخِلْقة منتظماتٌ، وسياراتٌ محرَّكاتٌ مُسخَّراتٌ مُنظَّمات، إلا وهي كلُّها على وجوبِ وجودك يا خالق الأرض والسماوات، وعلى وحدانيتك يا مدبِّر الذرات ومُركَّباتها المنتَظَمات، ومُدوِّر السيارات وتوابعِها المنظومات شاهداتٌ وبراهينُ نَيِّرات؛ وعلى حَشْمة ربوبيتك وعَظَمة قدرتك على كل شيء، وعلى وُسْعة رحمتك وحاكميَّتك لكلِّ شيء، وعلى إحاطة علمك وحكمتك بكل شيءٍ دالّاتٌ وشواهدُ نورانيّات، وإلى عوالمك الأخروية الباقية ناظرات،