311

تحوي مئةَ اكتشافٍ معنوي، وعملًا بقانون حِفظِ حقوق المكتشِف، يجب ألا يتعرَّضَ أيُّ اكتشافٍ منها للضياع.

إن للاكتشافات قيمتَها العظيمةَ وأهميَّتَها البالغة بين أهل الحقيقة وأهل العلم والأدب، وليس لأحدٍ أن يسطو على اكتشافات غيرِه، فإنْ فَعَل لوحِقَ قضائيًّا كما هو القانون المعمول به في جميع الدول.

وإن رسائل النور عبارةٌ عن أكثر من مئةِ رسالةٍ تحوي آلاف الحقائق، وتُظهِر مئةَ اكتشافٍ معنوي، وقد اجتهدتُ في اكتشافها وتأليفها منذ عشرين أو ثلاثين سنة، وكتبتُها نتيجةً لجهودي وتحريَّاتي في مصادر مختلفة، وثمرةً لمجاهداتي الفكريَّة وتدقيقاتي المستمرَّة منذ خمسين سنة، وأردتُ نشرَها في المستقبل بعد الحصول على موافقةِ الحكومة، لكن بما أن وضعَها موضعَ الاتهام -لعدمِ موافقةِ خمسَ عشرةَ نقطةً منها بعضَ القوانين الصادرة لاحقًا- يهيِّئ الأرضيةَ لانتحالِها وسرقتِها وادِّعاء ملكيَّتِها من قِبَل الآخَرين، فضلًا عن كونه موجِبًا لضياع هذه الحقائق وضياعِ حقوقي المتعلِّقةِ بها، فإنَّ أول جهةٍ ستنظر فيها محكمتُكم العادلة هي المحافظة على حقي باسم الحقيقة ولصالح الحقوق أولًا وأكثر من أيِّ شيء.

ولما كان من اللازم أن توجد بين يديَّ الحقائقُ التي تضمَّنتْها رسائلي التي صودِرتْ لتوهُّم أنها أداة جُرْم، إذْ هي وسيلة إثباتي في مواجهة أهل العلوم والفلسفة والمحققين الأكاديميين، فإنني أطالِب برَدِّها إليَّ لأقرِّر جاهزيَّتي في هذه الاكتشافات والمناظرات العلميَّة؛ فلا يمكن أن تُدان الرسائل حتى وإن أدنتموني؛ يجب أن تكون رفيقي في السجن.

وإني أربأ بمحكمة العدالة أن تتنزَّل إلى مستوى الانجرار وراء حمَلات المغرِضين والحاقدين، إذْ هو مما يُضادُّ مكانةَ المحاكم ودورَها في إحقاق الحق، ويُلحِق العار بشرفها، ولا شك أنها ستجعل مكائدَهم عقيمة.