316

نعم، بل إن لي جهةَ تفوُّقٍ على أولئك، ألا وهي إيضاح الحقائق الإيمانيَّة إيضاحًا قاطعًا لا شكَّ فيه ولا شبهة؛ وعلى هذا فلو فرضنا محالًا ورودَ اعتراضٍ على عموم أهل الدين، لكانت حالُنا هذه وسيلةَ نجاتنا من ذلك الاعتراض.

وإن مما لا يتناسب البتَّة مع نظرِ عدالة القضاء أن يُحتجَز عشرون شخصًا بريئًا لا ذنب لهم، فيُحرَموا من أهلِهم وأبنائهم وأعمالِهم، ويُزَجَّ بهم في غياهب السجن من أجل مادَّةٍ لم تثبُت بحقي إلى الآن رغم كلِّ هذه التحقيقات، ولو ثبتتْ لما شكَّلتْ جُرمًا في منظور العدالة الحقيقيَّة، ولو شكَّلتْ جرمًا لكنتُ وحديَ المسؤولَ عنها؛ فلقد تضرَّر ضررًا بالغًا -من جرَّاء هذا التوقيف- كثيرٌ من الأبرياء المساكين لمجرَّد أدنى صلةٍ لهم بي.

وأجيب عما تُشعِره لائحة الادعاء من أن نفيي إنما كان للاشتراك في حوادث الشرق: [المقصود ثورة الشيخ «سعيد بيران» المسلَّحة التي اندلعت في شرقيِّ تركيا سنة 1925م رفضًا لإلغاء الخلافة وما ترتب عليه من إجراءاتٍ ترمي لمحو الهوية الإسلامية للشعب التركي؛ هـ ت]

إنه لا تحوم حولَ ملفِّي في سجلات الحكومة أيَّةُ شائبةٍ، ولقد ثبت لدى الحكومة أنني نُفيتُ احتياطًا لا غير، فقد كنتُ أعيشُ في ذلك الحين منزويًا كما أنا الآن، وبينما كنتُ أسكنُ وحدي مع خادمٍ لي في مغارةٍ بأحد الجبال، قبضوا عليَّ، وفرضوا عليَّ الإقامة الجبريَّة عشرَ سنين بلا مبرِّر، تسعٌ منها في إحدى القرى، وسنةٌ في «إسبارطة»، وفي النهاية أنزلوا بي هذه البَليَّة.

***

لائحة الادعاء الثالثة

وتفيد بأنه: «حين كان في «بارلا» أسَّس علاقاتٍ مع القريب والبعيد، وسعى للقيام بأنشطةٍ معتمدًا على مساعداتهم المادية والمعنوية، واستكتب جزءًا تلو الآخر