317

من مؤلَّفاتِه التي أَطلق على مجموعها اسمَ «رسائل النور»، وعمِلَ على نَسخِها بمنتهى السِّرِّيةِ بوسائل مختلفةٍ في مناطق مثل «أنطاليا» و«آيدن» و«ميلاس» و«أغريدر» و«دينار» و«وان»، ونشرَها وعمَّمها بواسطة رجاله، ووضعَ إشارة «خاص» و«شبه خاص» على الرسائل التي يمكن أن تُخِلَّ بالأمن الداخلي، وبذلك يكون قد أظهر الغاية التي كان يستهدفها وأقرَّ بها».

أجيبُ جوابًا واضحًا قطعيًّا على هذه الفقرة، فضلاً عن إجابتي التي سبقت في المدافعة المسمَّاة «مدافعتي الأخيرة»، والتي قدمتُها إليكم لائحةَ اعتراض، وحُرِّرَت سابقًا في ضبوطكم، فأقول:

حاشا ثم حاشا مئةَ ألفِ مرةٍ أن أجعل عِلمَ الإيمان أداةً لشيءٍ سوى الرضا الإلهي، بل ليس ذلك بمقدوري، بل لا يحقُّ ذلك لأحد.

لقد أُلِّفتْ مئةٌ وخمسٌ وعشرون رسالةً تحت عنوان «رسائل النور» خلال عشرين سنة؛ أما الرسائل التي قلنا عنها: إنها خاصة، فثلاثٌ منها وصفناها بالخصوصيَّة لكيلا تكون مدعاةَ غرورٍ ورياءٍ لنا؛ وإني الآن أقول مضطرًا لكشفِ سَتر الخصوصيَّة عن جانبٍ من جوانبها: إن إحداها تتعلق بالكرامة الغوثيَّة، والأُخرى تتعلق بالكرامة العَلَويَّة، والثالثة تتعلق بسرِّ الإخلاص.

فأما الكرامتان فإشارتان من سيدِنا عليٍّ رضي الله عنه والغوثِ الأعظم عبد القادر الجيلاني قُدِّس سرُّه بصورةِ تقدير ٍلخدمتي القرآنية، وهما فوق حدي بمئةِ درجة؛ وأما الرسالةُ التي تدور حول سرِّ الإخلاص، وتنقِذُ من الرياء والغرور والأنانيَّة، فوُصِفتْ بالخصوصية لكونها مخصوصةً بأخصِّ إخواني؛ فما علاقة هذه الرسائل بالأمن الداخلي كي تكون مدار الاتهام؟!

أما القسم الآخَر من الرسائل الخاصَّة، فرسالةٌ أو رسالتان كتبتُهما في «دار الحكمة الإسلامية» وأُخرى كتبتُها قبل تسع سنوات، ردًّا على اعتراضات أوروبا وتهجُّمات