319

الجديدة اللاتينية، فوقعتْ بأيدي الولاة والنوَّاب وكبار المسؤولين في الحكومة، فلم يعترض عليها أحدٌ منهم؛ وانتشرت منها ثمانُمئة نسخة، وكان من آثار ذلك أنْ وصلتْ بشكلٍ عفويٍّ رسائلُ مثلُها أخرويَّةٌ إيمانيَّةٌ خالصةٌ إلى أيدي بعض الناس، ولا شك أني سُرِرتُ لهذا الانتشار الذي وقع عفويًّا دون اختيارنا، وكتبتُ تقديري هذا بأسلوبِ تحفيزٍ في بعض مراسلاتي الخاصة.

ثم إنهم وبعد ثلاثةِ أشهرٍ من حملات التفتيش الدقيق في بلدٍ مترامي الأطراف، لم يعثروا على شيءٍ من كتبي إلا في أيدي خمسة عشر أو عشرين رجلًا، أفإن وُجِدَتْ رسائلُ خاصةٌ لرجلٍ مثلي أمضى ثلاثين سنةً من عمره في التأليف والتدريس، بحوزةِ عشرين صديقًا من خواصِّ أصدقائه، أتُعَدُّ هذه منشورات؟! فبأيِّ صورةٍ تُعَدُّ كذلك؟! وكيف يمكن أن يُبتغى بهذه المنشورات هدفٌ ما؟!

أيها السادة.. لو كنتُ أسعى وراء مقصِدٍ دنيويٍّ أو سياسيٍّ، لظهرتْ خلال السنوات العشر هذه علاقاتٌ لي مع مئةِ ألف رجل، لا مع خمسةَ عشرَ أو عشرين؛ ومهما يكن من أمر، فإن في مدافعتي الأخيرة مزيدَ إيضاحٍ وتفصيلٍ حول هذه النقطة.

…….

كيف يمكن أن تُوظَّفَ ضدي في لائحة الادعاء حقيقةٌ وجوابٌ علميّان قطعيّان لا شبهة فيهما، موجودان منذ القديم في جميع التفاسير، ردًّا على اعتراضاتِ المدنيَّة حول آيتَي: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء:11]، ﴿فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ﴾ [النساء:11]؟!

ووردَ في لائحةِ الادعاء -نقلًا عن «الفهرست» أيضًا- انتقادٌ لمسألةِ أنَّ ترجمات الألفاظ القرآنية والأذكار لا تَحُلُّ محلَّ الأصل، وهذه مسألةٌ وقعتْ قبل ثماني سنوات، وهي حقيقةٌ علميَّةٌ لا تقبل الاعتراض، وقد أقرَّت الحكومةُ الترجمةَ بعد ذلك بزمنٍ طويل بناءً على بعضِ مقتضيات هذا الزمان، فبأيِّ صورةٍ يوظَّف هذا القرار الحكوميُّ ضدي؟!