320

وثمة رسالةٌ تتكون من أربع نقاطٍ أُلِّفَت بمناسبة إغلاق مسجدنا، [حين كان الأستاذ بـ«بارلا» رمَّمَ مسجدًا مهجورًا فيها بمساعدة طلاب النور، واتخذه مصلًّى ومكانًا يلتقي فيه بالناس، وقد تعرَّض هذا المسجد للمداهمة والاعتداء ثلاث مرات، ثم أُغلِق على إثرِها ومُنِع الأستاذ من لقاء الناس منعًا باتًّا؛ هـ ت] وهي شكوى ضد مدير الناحية وبعض رفاقه شخصيًّا، وضد سوءِ استعمال صلاحياتهم إذْ ظلموني بشدة، لكن لم يُعثَر عليها لأنني لم أعطِها لأحد.

…….

ومن توافقات الكلمة العاشرة أن عدد سطورها يتوافق من جهةٍ مع تاريخ تأليفها، ويتوافق من جهةٍ أخرى مع تاريخ إعلان الجمهوريَّة اللادينيَّة التي تفصل الدين عن الدنيا، بحيث يكون ذلك الإعلان أمارةً على إنكار الحشر.

وتفسيرُ هذا: أنه ما دامت الجمهوريَّة تلتزم الحياد فلا تتعرَّض للدين ولا للإلحاد، فمن المحتمل أن يستفيد أهلُ الضلالة والإلحاد من حيادها فيُعلنوا إنكارَ الحشر؛ وإلا فليس هذا هجومًا على الحكومة، بل هو إشارةٌ إلى حيادها.

والحقُّ أن «الكلمة العاشرة» لما انتشرت منها ثمانُمئة نسخةٍ قبل تسع سنواتٍ من الآن، حصرَتْ إنكارَ الحشر في قلوب منكريه من أهل الضلالة، فلم تدع مجالًا لتصرِّح به ألسنتُهم، وسدَّت أفواههم، وأدخلتْ براهينَها الخارقة في أعينهم.

أجل، فهذه الرسالة التي تبيِّن ركنًا إيمانيًّا عظيمًا كالحشر أصبحت درعًا فولاذيًّا يحيطُ بالإيمان، وأسكتتْ أهلَ الضلالة؛ ولا شك أن حكومة الجمهوريَّة قد سُرَّتْ بها حتى تناقلتْها أيدي النوَّاب والولاة وكبار المسؤولين بحريَّةٍ تامَّة.

وكذلك «رسالة الحجاب»، فهي جوابٌ علميٌّ مُسكِتٌ بغايةِ القوة، يرُدُّ الاعتراضَ الذي أُورِدَ على آية الحجاب باسمِ مدنيَّة أوروبا وفلسفتها، ولصالحِ سياسة الإفساد الإنكليزية؛ وإن جوابًا علميًّا كهذا شأنُه أن يقابَل بالتقدير في كل زمانٍ لا قبل خمس عشرة سنة فحسب، ولا شك أن هذه الحرية العلمية لا تحدُّها حكومةُ جمهوريةٍ ترفع لواء الحريَّة.