321

…….

أيَّتُها الهيئة الحاكمة.. لو كانت الدنيا هدفَ رسائل النور، أو لو أُريدَ بها مقصِدٌ دنيويٌّ، لوُجِد في رسائلها المئة والعشرين عشراتُ آلافِ النقاط التي تعدُّونها بنظركم محلَّ انتقاد؛ فهل يجوزُ أن يُحظَر بستانٌ مباركٌ أو يُساءَل صاحبُه لمجرَّد وجودِ خمسَ عشْرةَ ثمرةً بدتْ لكم مُرَّةً كالحنظل، بين مئةٍ وعشرين ألفِ ثمرةٍ طيبةٍ لذيذةٍ فيه؟! أُحيلُ هذا إلى ضميركم المتمسك بالعدالة.

ولقد بيَّنتُ في مدافعتي الأخيرة أنني رددتُ منذ ثلاثين سنةً على فلاسفة أوروبا، وعلى الملحدين الذين يعملون لصالحهم وصالح المخططات الأجنبيَّة في الداخل، وما زلتُ أردُّ عليهم معارِضًا؛ ويدرِك المطلعون على رسائلي أن هؤلاء هم أكثرُ مُخاطَبِيَّ بعد نفسي.

فأسألكم: لقد وجَّهتُ صفعةً علميَّةً شديدةً أَهويتُ بها على وجوه فلاسفة أوروبا، وعلى وجهِ كلِّ ملحِدٍ يعمل لصالحِ المؤامرات الأجنبية، فبأيِّ صورةٍ تُحوَّل هذه الصفعة لتُوجَّه ضدَّ الحكومة؟!

هذا أمرٌ لا تقبَله عقولُنا، بل ما كنا نتصوَّره، والمأمول من حكومة الجمهوريَّة التي تُعلي من قيمة الحرية، أن ترحِّب بهذه الصفعات العلميَّة المُحِقَّة، وتصفِّقَ لها باسم الحكومة نفسها ولصالح القانون بدلًا من مُساءلتِها.

اعـتــذار:

بُلِّغتْ لائحةُ الادعاء في مهلةٍ مقدارُها ثلاثة أيام، فقُرِئتْ بالكاد مساءَ اليوم الأول لوصولها متأخرةً، وتُرجِم مُعظَمُها في اليوم الثاني، ولم تتسنَّ لي فرصةٌ للردِّ عليها سوى خمسِ ساعاتٍ أو ستٍّ، فكتبتُ لائحةَ الاعتراض الطويلةَ هذه على عَجَل.

وأكرر ما قلتُ في مدافعاتي السابقة: إن لائحة الاعتراض ستكون بالتأكيد ناقصةً مشوَّشةً للغاية، فقد كُتِبتْ بطولِها في غضون أربع ساعاتٍ أو خمس، مع عدمِ معرفتي بالقوانين، خصوصًا المعاملات الرسميَّة الحاليَّة، ومع كوني ممنوعًا من الاختلاط منذ زمنٍ بعيد، فأرجو أن تنظروا إليها بعين المسامحة.

***