623

وأُخاطب الأشقياء أمثالَكم بما سبق أن خاطبتُ به الجهات الرسمية والموظفين المعنيين بنا قائلًا:

إننا نعمل من خلال رسائل النور على دفع أعظم خَطَرَين يهدِّدان البلاد ومستقبلَها، والأماراتُ على هذا كثيرة، حتى لقد أثبتنا بعضها لدى المحكمة.

أما ما يتعلق بالخطر الأول فهو إقامة سدٍّ في مواجهة الفوضوية الآتية من الخارج، والتي تسعى جاهدةً للانقضاض على هذه البلاد.

وأما ما يتعلق بالخطر الثاني فهو تأمين أعظم نقطة استنادٍ لهذه البلاد بتحويلِ كراهيةِ ثلاثمئةٍ وخمسين مليون مسلمٍ إلى أُخُوَّة.

وأقول لمدير أمنِ «أفيون»: حضرةَ المدير.. لماذا لا تعيرون التفاتًا لكلِّ هذا الذي يقع عليَّ من اعتداءاتٍ لا شرعيةَ لها ولا جدوى منها ولا مصلحة، بل لم يُرَ مثلها في العالَم؟! وإليك مثالًا:

إنني أسألك: بأيِّ قانونٍ أُهانُ وأنا في هذه الغربة والمرض والشيخوخة والفاقة، ويقال لي رسميًّا: «لا ذهاب إلى المسجد بعد اليوم»؛ مع أن ذهابي إلى المسجد إنما هو لنَيل ثواب الجماعة، ومع أنني لا أقبل أن يجلس معي أكثر من شخصٍ أو اثنين؟! أيُّ مصلحةٍ تتحقق في هذه الإهانة؟ وبأي قانونٍ يُنشَر الخوف والقلق وتُضخَّم الأمور لمجرد أن شخصًا فاضلًا أقام لي في موضعٍ خالٍ من المسجد سِتارةً مؤلَّفةً من بضع خشباتٍ وبساطٍ لا تتسع لأكثر من شخصين.. أقامها لي دون علمي ليجنبني البرد؟! أيُّ مصلحةٍ تتحقق في نشر هذا الخوف والقلق؟!