573

«دَنِزْلي»! ولم تكن تَخفى على الأهالي المعاملةُ السيئة التي كان يلقاها، ولا الوضع الشاق الذي حُمِل عليه؛ وكان من المؤكد أن هذا إنما كان خطةً لجأت إليها المنظمات التي تحارب الدين في الخفاء، بعد أن أُسقِط في يدها بصدور قرار البراءة، إذْ لم تفلح في استصدار قرارٍ قضائيٍّ يقطع الطريق على انتشار رسائل النور وخدمتها الإيمانية، فراحت تسلك سبيلًا آخر من خلال تحريض بعض المسؤولين على الأستاذ النُّورْسِيّ وإثارةِ هواجسهم تجاهه سعيًا للقضاء عليه نهائيًّا.

كان الرقباء يلازمون بابَ منزله فلا يفارقونه، وباتتْ إمكانية اللقاء به أمرًا محفوفًا بالمخاطر، أما أسرة «جالشقان» التي كانت أول مَن اهتم به في «أميرداغ» فقد أظهر أفرادها الودَّ والتقدير لهذا الشيخ الجليل والعالِم الفاضل الذي نُفِي إلى أرضهم، فسارعوا لخدمته، ووثَّقوا صِلتهم به مبتغين بذلك مرضاة الله وحدَه، غيرَ مبالين بأقاويل المُغرِضين وشائعاتهم، وتشكَّلتْ في «أميرداغ» مجموعةٌ من طلاب النور تضم أفرادًا من أسرة «جالشقان» وعددًا من المؤمنين الصادقين، وانضَوَوا في الخدمة الإيمانية التي أرساها الأستاذ، فشرعوا في قراءة الرسائل ونسخِها ونشرِها في محيطهم القريب، [أهل «أميرداغ» اليوم هم بعمومهم أصدقاء لرسائل النور، وفيهم الكثير من طلابها، ولا تزال دروس الرسائل تُقرأ فيها وفي القرى المحيطة بها؛ المُعِدُّون] وقد شَهدت المدينة -بعد إقامة الأستاذ بها وانتشار دروس النور فيها- رقيًّا في العلم والإيمان والأخلاق والفضيلة لدى شريحةٍ واسعةٍ من أهلها، وهو أمرٌ يعرفه الجميع وتعترف به الجهاتُ الرسمية أيضًا. [يقول الأستاذ سعيدٌ النُّورْسِيّ: إنه يَعُدُّ «أميرداغ» مدرسةً نُورية، ويذكر كلَّ واحدةٍ من القرى والنواحي التي ساهم معظم أهلها في نشر الرسائل وقراءتها -كـ«بارلا» و«ساو» و«أميرداغ» و«أفلاني» وغيرها- باعتبارها عَلَمًا على مدرسةٍ نُورية، ويدعو لعموم أهلها من الأحياء والأموات، والأطفال الأبرياء، والنساء الفاضلات، كما يدعو لقريته «نُوْرْس»، ويشركهم في مكاسبه المعنوية؛ المُعِدُّون]

يتحدث طلاب النور في «أميرداغ» عن حياة أستاذهم فيها فيقولون: