646

أحدهما: أنه إن فرضنا أن المقامَ مقامُ الولاية، فإن في اتخاذِ المرء مقامًا عن علمٍ وقصدٍ منافاةً للإخلاص والفناء عن الذات اللذَين تنطوي عليهما الولاية؛ فلا يجوز إظهار الولاية وادعاؤها كما فعل الصحابة الذين هم وَرَثَة النبوة، ولا يقاس عليهم.

المانع الثاني: أنه إن كان هذا الشخص فانيًا بسيطًا محدود الأجل، وكان كثير النواقص والعيوب، وقابلًا للقدح من جهاتٍ كثيرة، أضرَّ ذلك بالأنوار وبفتوحات الحقائق الإيمانية.

غير أن ثمة أمرًا يستوجب الشكر، وهو أن أعدائي من أهل السياسة لا يعرفون هذه الحقائق المذكورة آنفًا، ولهذا يتعاملون معي باعتباري «سعيدًا القديم» ذا الاعتزاز والشرف، وينشغلون بتوجيه الإساءة والانتقاص لشخصي بدلًا من توجيهها إلى الأنوار، ويحرِّضون عليَّ بعض المشايخ المتعصبين ذوي الأنانية أيضًا، ويحسبون أنهم يجتهدون في إطفاء الأنوار، والحال أنهم يصبحون وسيلةً لسطوعها وتلألُئها، فالأنوار لا تستمد نورَها من شخصي البسيط، وإنما تستمده من منبعِها شمسِ القرآن.

…….

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أتجول بالعربة ساعةً أو ساعتين لمشاهدة أزهار الربيع الزاهي.. لقد نَمَت الأعشاب وتفتَّحت أزهارها بشكلٍ بديعٍ لم أرَه في حياتي قط، وشعرتُ -حقَّ اليقين- كما لو أنها تبتسم مسبِّحةً صانعَها ذا الجلال، وتثني على بديع صنعه بلسان الحال.