648

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: إن الشراكة المعنوية للنور ستكون -بإذن الله- مَظهرًا للفوز العظيم في شهر رمضان المبارك، الذي يُنيل الموفقين أجرَ ثمانين سنةً من العبادة.

وينبغي على النُّوريين أن يؤمِّن بعضهم على أدعية بعضٍ تأمينًا معنويًّا بإخلاصٍ، ويواظبوا على ذلك ما استطاعوا حتى العيد، بحيث إن حَظِي أحدهم بتلك الثمانين كان البقيةُ شركاءَ له، كلٌّ بحسب درجته.

أما أخوكم المريض هذا، وهو أضعفكم وأثقلكم حِملًا، فلا شك أنكم تعينونه معنويًّا.

ثانيًا: زارني طبيبان من أركان طلاب النور، وعلى الرغم من شدة مرضي إلا أنني لم أراجع بشأنه هذين الفاضلَين الخالصَين الصادقَين، ولم أتناول دواءهما، ولم أستشِرْهُما رغم شدة وطأة المرض، ولم أتحدث إليهما بشأنه رغم شدة حاجتي وشدة ألمي، وقد انتابهما القلق لأجل ذلك، فاضطررتُ لأن أبيِّن لهما حقيقةً ذات أسرار، وها أنذا أكتبها إليكم عسى أن تفيدكم كذلك.

قلتُ لهما: إن أعدائي العاملين في الخفاء، ونفسي، يبحثون بتلقينٍ من الشيطان عن نقطة ضعفٍ لديَّ كي يتحكموا بي من خلالها، ويمنعوني من خدمة الأنوار بإخلاصٍ تام، وليس سوى المرضِ أضعفُ نقطةٍ وأقوى مانع، فكلما أُعطي أهميةً غَلَبَ حسُّ نفسِ الجسد، وعلا صوتُه مناديًا بالاضطرار وشدة الحاجة، فأسكتَ القلبَ والروحَ، وجعل من الطبيب ما يشبه الحاكم المستبد، وأَجبر على طاعته فيما يوصي وما يقدم من أدوية، وهذا يضرُّ بالخدمة التي تؤدى بتضحيةٍ وإخلاص.