650

ولهذا أدرك الذين يعملون لاستغلال نقطة الضعف هذه أنني لا أطلب ما يطلبه كلُّ شخصٍ من الكشف والكرامات والكمالات الروحية سوى خدمة النور، وقد غُلِبوا في هذا الجانب أيضًا.

سلامي لجميع إخواني فردًا فردًا، وأضرع إلى الرحمة الإلهية مستشفعًا بحقيقة ليلة القدر أن يجعل ليلةَ القدر المقبلة بمثابةِ عمرٍ زاخرٍ بالعبادة ثلاثًا وثمانين سنة لكلِّ فردٍ من النُّوريين.

أخوكم

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: سنشير باختصارٍ شديدٍ إلى حقيقةٍ بالغةِ الطُّول والسَّعة، وَرَدَتْ إلى القلب في ليلة القدر، وهي:

إن ما ألحقتْه هذه الحرب العالمية الثانية بالنوع البشري من ظلمٍ فادح، واستبدادٍ وتدميرٍ غاشم، ونكبةٍ لحقتْ بمئات الأبرياء بجريرةِ عدوٍّ واحد، ويأسٍ مريرٍ حلَّ بالمهزومين، وقلقٍ عميقٍ يساور المنتصرين لعدم قدرتهم على المحافظة على الحاكمية، وعذابِ ضميرٍ ناجمٍ عن عدم قدرتهم على إعمار ما خلَّفوا من الدمار الهائل، وما أظهرتْه هذه الحرب للجميع من أن الحياة الدنيا فانيةٌ مؤقتة، وأن بَهرَجَ المدنيةِ وزُخرُفَها خَدَّاعٌ مُخدِّر، وما خلَّفتْه هذه الحرب من جِراحٍ عميقةٍ في الماهية الإنسانية باستعداداتها الرفيعة الكامنة في الفطرة البشرية، وما نجم عن هذه الحرب من استيقاظٍ نشِطٍ للحب الإنساني الفطري ومشاعر البقاء المولعة بالخلود، وتفتُّتِ صخرِ الغفلة والضلالة والطبيعة الصَّلد