652

للقرآن لا تعرِف مرجعًا ولا مأخذًا سواه، وتقوم بمهمة الدلالة على الكنوز القرآنية بأسلوبٍ ينوِّر القلب والروح بل حتى المشاعر ويداويها، وتؤدي وظيفتَها محرزةً الانتصار التام على الحملات المغرِضة، وعلى أعتى المعاندين الزنادقة، ممزِّقةً ظلمات الغفلة في أحلكِ وأكثف وأكبر آفاق دائرة الضلالة، وفي أوسع حُجُب العلم الطبيعي، ومُظهِرةً نورَ التوحيد بأبهى حلة، وذلك بما أوردتْه من دلائل في «عصا موسى» في المسألة السادسة من «رسالة الثمرة»، وفي الحُجج الإيمانية الأولى والثانية والثالثة والثامنة؛ فلا ريب إذًا أن اللازم بحقنا والألزم لأبناء بلدنا أن يعمل تلاميذ النور ما استطاعوا على فتح مدارس نوريةٍ صغيرةٍ في كلِّ مكانٍ، وذلك بناءً على الإذن الرسمي الحالي الذي يسمح بترخيصِ مدارس خاصة لتعليم الدين وافتتاحِها.

صحيحٌ أن كلَّ فردٍ يستطيع أن يستفيد بنفسه لنفسه بدرجةٍ ما، لكن لا يستطيع كلُّ فردٍ أن يفهم كلَّ مسألةٍ تمامَ الفهم، ثم ما دامت الرسائل إيضاحًا لحقائق الإيمان، فإنها عِلمٌ وعبادةٌ ومعرفةٌ بالله.

وفي مقابل ما كانت تحققه المدارس القديمة من نتائج في خمسِ أو عشرِ سنين، فإن مدارس النور هذه ستحقق النتائج نفسها إن شاء الله في خمسةِ أو عشرةِ أسابيع، وهو ما تفعله منذ عشرين سنة.

ثم إن لرسائل النور التي هي لمعاتُ القرآن ودَلَّالُه فوائدَ جمةً للحكومة والشعب والوطن، سواءً في الحياة الدنيوية أو السياسية أو الأخروية، وأَولى ما يلزمهم أن يعملوا على ترويجها ونشرها بتمامها بدلًا من التعرُّض لها، حتى تكون كفارةً لما سَلَف من الذنوب الجسيمة، وسدًّا أمام ما سيأتي من المصائب العظيمة والفوضوية المريعة.

لا تقلقوا يا إخواني، بل كونوا على يقينٍ من فتوحات النور الباهرة التي تجري بعيدًا عن الأضواء، فلم يعرف التاريخ حتى يومنا هذا كتابًا انتشر تحت وطأة ظروفٍ صعبةٍ، وبهذا القدر من التأثير، كرسائل النور.