655

وبينما تمضي حياتي على هذا الدستور المستمر على مدى خمسٍ وسبعين سنة، إذا بشخصٍ يشغل منصبًا رسميًّا، يفتري عليَّ فريةً لا تخطر حتى ببال الشيطان ولا بخياله، وغرضُه أن ينال من القيمة السامية التي تتمتع بها رسائل النور، فيزعم قائلًا: تتردد عليه في الليل العاهرات، ويأتيه السفلة والأراذل، مع ما لذ وطاب من المأكولات؛ هذا مع أن بابي يظل مقفلًا من الداخل ومن الخارج طَوالَ الليل، وعليه رقيبٌ يلازمه حتى الصباح بأمرٍ من ذلك الشقيِّ نفسه؛ كما أن جيراني هنا وجميع أصحابي يعلمون أنني ما استقبلتُ ولا أستقبل أحدًا من بعد صلاة العشاء حتى الصباح.

إن مثل هذه الفرية لا يُقدِم عليها حتى مَن هو سفيهٌ أحمق، بل حتى لو كان حمارًا ثم أصبح شيطانًا، وهذا ما تبين لذلك الشخص، فتراجع عن مثل هذه المخططات، وغَرَبَ من هنا مذمومًا مدحورًا.

لقد بيَّتَ الرجل خطتَه هذه بصفته الرسمية لا لتشويه سمعتي فحسب، بل لتشويه سمعة النُّوريين، فهذا ما كان مرادًا من هذه الحادثة الجديدة، إلا أن عناية الله وحفظه وحمايته أفشلت هذه الخطة فشلًا ذريعًا.

إنني بهذا البيان لا أبرِّئ نفسي، ولكنني أريد أن أقول: إن الخدمة الإيمانية القدسية جعلت النفس تتخلى عن جميع أهوائها، فتكفيها اللذائذ المعنوية التي في هذه الخدمة، كما أبين حاجة النُّوريين إلى توخي الحيطة والحذر.

ثانيًا: سأبعث إليكم بكاتبٍ خاصٍّ لديَّ ذي خبرةٍ ومهارةٍ في عمل آلة النسخ، ومن الآن فصاعدًا سأكتب إليكم باختصار لأنني أكتب بصعوبة، فلا تستاؤوا من ذلك.

…….

رابعًا: تسلمتُ للتوِّ رسالةً جميلةً متلألئةً تتضمن تهنئةً وبشائر بفتوحات النور من خسرو «قسطمونو»، أعني الأخ العزيز «محمد فيضي»، [يقصد أن مقام «محمد فيضي» في «قسطمونو» كمقام «خسرو آلتن باشاق» في «إسبارطة»؛ هـ ت] الذي نهنئه ونهنئ «حلمي»