666

منذ عشرين سنةً على تحقيق الأمن والاستقرار، وتأمين الأخلاق والحياة الاجتماعية للوطن والشعب؛ وتسعى جاهدةً على نحوٍ فاعلٍ لإعادةِ وتقويةِ الأُخوَّة والصداقة بين هذا الشعب والعالَم الإسلامي، ما يمثل نقطة استنادٍ حقيقيةً لهذا الشعب؛ والتي قُدِّمت إلى رئاسةِ الشؤون الدينية بأمرٍ من وزارة الداخلية بغرضِ أن ينتقدها العلماء، فنالت التقدير التام من غير انتقاد بعد ثلاثة أشهرٍ من التدقيق، وأُودِعت بعض أجزائها -كعصا موسى وذو الفقار- في مكتبة رئاسة الشؤون الدينية باعتبارها مؤلَّفاتٍ قيمة.. أجل، عُمِد إلى رسائل النور هذه التي وصفتُها فصُودِرت أجزاؤها وقُدِّمتْ إلى المحكمة على أنها منشوراتٌ خطيرة!! فأيُّ قانونٍ وأيُّ ضميرٍ وأيُّ إنصافٍ يسمح بهذا يا تُرى؟!

ثامنُها: إن الرجل الذي قضى عشرين سنةً في نفيٍ تعسُّفيٍّ شديدِ الوطأة، ثم لما أُخلِي سبيل المنفيين آثر الغربة والوَحدة، فلم يرجع إلى بلده ومسقط رأسه حيث الآلاف من أقربائه وأحبائه، حتى إنه تحاشيًا للدنيا والسياسة والحياة الاجتماعية يفضِّل البقاء في غرفته وحيدًا تاركًا خيرَ الجماعة في المسجد بثوابها الجزيل، أي إنه حمل حالةً روحيةً من قَبيل تحاشي احترام الناس له؛ والذي يفضِّل تركيًّا واحدًا من أهل الدين والتقوى على أكرادٍ كُثْرٍ غيرِ ملتزمين، ويَشهَد لهذا عشرون سنةً من حياته، ويُصدِّق عليه مئاتُ الآلاف من الأتراك الأفاضل الأكارم، حتى إنه أعلن في المحكمة أنه لا يَعدِل بواحدٍ من إخوانه الأتراك ذوي الإيمان القوي كـ«الحافظ علي» مئةً من الأكراد؛ والذي لا يلتقي بالناس ولا يذهب إلى المسجد إلا لضرورةٍ تجنبًا لما يلقاه من الناس من احترامٍ وتوقير؛ والذي يسعى جاهدًا بكلِّ قوته وعبر مؤلفاته منذ أربعين سنةً لتعزيز أُخوَّة الإسلام وتقوية المحبَّة بين المسلمين؛ والذي يمتنع أن يردَّ على أعدائه الألداء بأيِّ تصرُّفٍ سلبيٍّ، بل لا ينشغل بهم ولا يدعو عليهم.. إن هذا الرجل الذي هذه حالُه أَيُقال رسميًّا في حقِّه بغيةَ الطعن فيه وتشويه صورته وتنفير أصحابه منه: إنه كرديٌّ وأنتم أتراك.. إنه شافعيٌّ وأنتم أحناف!!