637

بتمزُّقِ هذا الشعب التركي حِصنِ الإسلام وجيشِه المقدام، ووقوعِه فريسةً لذلك التِّنِّين الرهيب الذي يُطِلُّ برأسه من الشَّمال الشرقي.

أجل، فلا يَقدِر هذا الشعب البطل على الصمود في وجه التيارَين الجارفين الآتيَين من الخارج إلا بقوةِ القرآن، وإلا فإنَّ تيار الشيوعية الذي انطلق بقوةٍ كاسحةٍ، معتمدًا على الكفرِ المطلق، والاستبدادِ المطلق، والرذيلةِ المطلقة، وإباحةِ ثرواتِ الشرفاء للأراذل والغوغاء، لن يوقفه شيءٌ سوى قوةِ الدين ورابط الإيمان اللذَين يتمتع بهما هذا الشعب الذي امتزج بحقيقةِ الإسلام واتَّحَدَ بها، ووجدَ في الإسلام تاريخَه المشرِّف.

نعم، إن أبناء هذا البلد الغيارى المخلصين سيَصُدُّون هذا التيار بإذن الله، وذلك بتمسُّكِهم بالحقائق القرآنية التي تمثِّل عصب الحياة لهذا الشعب المتآلف المتَّحد، واعتمادِهم إياها وجَعْلِها دستورَ السلوك والحركة بدلًا من التربية المدنية الغربية.

أما ما يتعلق بالتيار الثاني [يقصد تيار التغريب؛ هـ ت] فإنه إذا ظلَّ أمثالُكم من أبناء الوطن الغيارى يَرعَون المبادئ الحالية التي تنتهك مقدساتنا لصالح المدنية الغربية، وأُبقِيَتِ الإجراءاتُ التي نفَّذها نفرٌ باسم الثورة، واتُّخِذَتْ أساسًا يُعتَمَد عليه، وعُزِيَتِ الحسناتُ الحالية وحسناتُ الثورة إلى هؤلاء النَّفَر، وعُزِيَتِ القبائحُ الحالية للشعب، فعندئذٍ تنسحبُ سيئاتُ هؤلاء النَّفَر القِلَّة على المجموع فتصبح ملايين السيئات، ويغدو الأمر خروجًا على هذا الشعب التركي البطل المتدين جنديِّ الإسلام وما قدَّمه عبر العصور من مليارات الجنود الشرفاء، وملايين الأبطال الشهداء، وإهانةً وعذابًا معنويًّا لأرواحهم الطاهرة؛ وفضلًا عن هذا فإنه إذا عُزِيَت الحسناتُ الحالية التي تحققت بهمَّةِ الجيش والشعب وقوتهم إلى أولئك النفر من الثوريين الذين ليس لهم منها نصيبٌ يُذكَر، تضاءلتْ ملايين الحسنات إلى بضع حسنات، وانحصرتْ في تلك القلة، فصارت في حكم العدم، ولم تقوَ على تكفير تلك القبائح الهائلة.