606

باسمه سبحانه وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرةَ أستاذنا المبارك العزيز الحبيب.. حمدًا لله أن المشاغل الدنيوية لم توقِع طلابكم في «إسبارطة» في كثيرٍ من الغفلة هذا العام، فما تزال جهودنا في الخدمة النورية مستمرةً على نحوٍ جادٍّ، والشوقُ نحو النور الذي تُكِنُّه قلوبُنا تبدو علائمُه على مُحيَّا كلِّ واحدٍ منا، حتى لكأنَّ قلوب طلابك هؤلاء تفيض فرحًا وسرورًا.

أجل أستاذَنا الحبيب، فكل طلابك يقولون: لقد أنعم الله علينا بعطايا وإحساناتٍ هي خيرٌ من الدنيا وما عليها، فقد استعمَلَنا في هذه الخدمة النورية استعمالًا خالصًا مع أننا لسنا أهلًا لذلك ولسنا بشيءٍ أصلًا، فجعلَنا طلابًا لهذا الأستاذ البديع، وكَتَبَةً له ومخاطَبين؛ وأقامنا سبحانه في سبيله مجاهدين، وللخير ناشرين، وللخلق ناصحين، وللحق تعالى عابدين؛ فمهما شكرناه سبحانه يظلُّ شكرنا قليلًا، بل حتى هذا الشكر الذي نبغي القيام به هو بذاته إحسانٌ من الله سبحانه، وكلما استشعرنا ذلك امتلأتْ قلوبنا فرحًا وسرورًا.

وإذا كان أهل «نُورْس» الطيبون قد عبَّروا بلسان حالهم عن امتنانهم لرسائل النور بحسٍّ قبل الوقوع، فإننا كذلك نعبر عن امتناننا لها بشكرٍ يتبدَّى في أحوالنا وشؤوننا، فالحمد لله حمدًا لا يُحَدُّ ولا يتناهى أنْ أنقذنا بلطفه وكرمه من أودية الجهل المطلق ومن حَمْأة الكفر والعصيان، وجعلنا طلابًا لأسطعِ نورٍ يأخذ بالألباب.

ولولا أن أستاذنا الحبيب سبق أن بيَّن لنا إمكان اجتماع أكثرِ من نعمةٍ معًا فيما يسمى «الاقتران»، لقرأ من أقلامنا المترجِمةِ عن قلوبنا عظيمَ الامتنان لكل نعمةٍ من هذه النعم.