611

البسطاء على تصديقهم، ظانِّين أن شخصًا مسكينًا مثلي هو منبعُ تلك الأنوار، وأنهم بانتقاصهم لهذا الشخص يوجِّهون الضربة للحقائق.

وثمة حادثةٌ في المسألة الثانية تَعرِض هذه الحقيقة مثالًا على ما سبق.

المسألة الثانية: أنني حين خرجتُ للتنزُّه بين الحقول في ثاني أيام العيد تعرَّض لي موظَّفٌ مهمٌّ تعرُّضًا يخالف القانون من خمسة أوجُه، إلا أن الحق سبحانه وتعالى برحمته وكرمه أحسن إليَّ بصبرٍ وتحمُّلٍ عجيبَين، حفاظًا على عزةِ رسائل النور التي حُمِّلتُها على رأسي وكاهلي، وحفاظًا على مكانةِ وراحةِ تلاميذها التي أُسكِنَت في قلبي وروحي؛ وإلا فلقد تبيَّن أن الرجل كان يريد أن يستفزَّني وفق مخطَّطٍ ما، كي يُسدِل الستار على فتوحات رسائل النور خصوصًا رسالة «الآية الكبرى».

حَذارِ أن تقلقوا أو تحزنوا، وإياكم أن تألَموا لأجلي.. إننا لنرجو من العناية الإلهية التي تحفظنا من خلف الحجاب حفظًا لا شكَّ فيه ولا شبهة، أن تجعلنا مَظهَرًا للآية الكريمة: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة:216].

لقد فشل مخطَّطهم ذاك، لكن يوجد في هذه الولاية أشخاصٌ يتلقون الدعم مباشرةً من أحد المسؤولين الكبار، ويُكرِّسون جهودهم في التضييق علَيّ؛ ومن الضروري -إن أمكن- التوسُّط لدى محكمة «دَنِزْلي» ومحكمة التمييز بأنقرة لنقلي إلى مكانٍ آخر مناسب، لعدم ملاءمة الجو هنا، وبما أنه ليس بمقدوري القيام بذلك بنفسي، فإنه إنْ حاول أصحابنا في «دَنِزْلي» فِعْلَ ذلك لكونهم على علاقةٍ بالأمر أكثر مني كان ذلك حسنًا، فإن لم يتيسر ذلك فلتوجَد ذريعةٌ أُعتقَلُ بها إلى سجن «دَنِزْلي».

سعيد النُّورْسِيّ

***