765

التاسع: السرورُ بما تمخَّض عن هذا الامتحان الشديد من دعايةٍ قويةٍ فعَّالةٍ لخدمة النور والإيمان.

فهذه الأفراح المعنوية التسعة هي بلسمٌ مُسكِّنٌ ودواءٌ حلو المذاق يفوق الوصف ويُسكِّن آلامنا المبرِّحة.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: إذا كانت هذه الحكومة المستبدة تمنع الحج، وتريق ماء زمزم، [كانت السلطات التركية حتى العام 1948م تمنع الحج بشكلٍ غير مباشر، وتضع العقبات في طريقِ راغبيه، فلم يكن يقدر عليه إلا قلةٌ قليلةٌ من الناس متوسِّلين إليه بحيلٍ شتى، كما كانت مياه زمزم التي يجلبها القادمون من أرض الحرمين تُراق فور دخولهم البلاد؛ هـ ت] وتغض الطرف عن أشدِّ الظلم الممارَسِ بحقنا، ولا تولي أهميةً لمصادرة «سراج النور» و«ذو الفقار»، وترفع رتبة الموظفين الذين آذَونا ظلمًا وعدوانًا غيرَ مصغيةٍ لآهاتنا وأنّاتنا التي تعالَت تشكو الظلم بلسان الحال، فإن خير مكانٍ لنا هو السجن؛ إلا أنه إن أمكن نقلنا إلى غير هذا السجن لكان أسلَمَ لنا تمامًا.

ثانيًا: إنهم مثلما جاؤوا بأبعد الناس عن رسائل النور فأجبروهم بالقوة على قراءة أخصِّ ما فيها، [يقصد الجهات القضائية التي كُلِّفت بالنظر في رسائل النور وتدقيقها؛ هـ ت] فإنهم يجبروننا كذلك بإصرارٍ وقوةٍ على أن نكون تنظيمًا.

وواقع الحال أننا لم نكن نشعر بحاجةٍ لأن نكون تنظيمًا أو جمعيةً، لأن الأُخوة الإسلامية القائمة في اتحاد جماعة أهل الإيمان قد تجلت في النوريين تجليًا مُكلَّلًا