766

بالإخلاص والتضحية، ولأن طلاب النور قد ورثوا عن أجدادهم الأبطال التضحيةَ والفداء، وارتبطوا ارتباطًا وثيقًا بالحقيقة التي فداها ملايين الأجداد بأرواحهم بكل سرور؛ فكان هذا يغنيهم -حتى الآن- عن عمل الجمعيات والمنظمات الرسمية أو السياسية السرية منها أو العلنية.

وهذا يعني أن ثمة حاجةً إلى عمل الجمعية اليوم بحيث يسلِّط القدر الإلهي علينا هؤلاء القوم؛ والحق أنهم يظلموننا إذْ يتهموننا وينسُبون إلينا جمعيةً لا وجود لها، أما القدر فقد عدل، وهو يلطمنا بأيديهم قائلًا: لماذا لم تصيروا حزبَ الله حقًا بكمال التساند والإخلاص؟

سعيد النُّورْسِيّ

***

…….

كان التعرُّض لنا في هذه المرة واسعَ النطاق، وقد شنَّ علينا رئيس الحكومة ووزراؤه هجومًا عنيفًا مُحكَمًا، وبحسب الأخبار التي وصلتني وبناءً على أماراتٍ كثيرة، فإن المنافقين العاملين في الخفاء قد صوَّرونا في تقاريرهم الكاذبة ودسائسهم الماكرة على أننا منظمةٌ تسعى لإقامة الخلافة، وتربطنا صلةٌ وثيقةٌ بتنظيمٍ سريٍّ تابعٍ للطريقة النقشبندية، وأننا طليعةُ هذا المشروع، ثم دلَّلوا على مزاعمهم بأن رسائل النور تُطبع وتُجلَّد باسطنبول، وتنتشر في العالَم الإسلامي بعنايةٍ وقبول، وقد أثاروا بهذا قلقَ الحكومة واضطرابها ومخاوفها، وحرَّضوا علينا رجال الدين الرسميين ذوي الغيرة والحسد، والمسؤولين ذوي الشكوك والهواجس.