732

الشبهات؛ غير أنه بعد حينٍ من الزمان ظهر التأويل البديع الذي أُوِّلتْ به هذه الأحاديثُ ظهورًا باديًا للعِيان، فأبقينا الرسالة طيَّ الكتمان والخصوصية لئلا يُساء فهمُها؛ وبعد حينٍ آخر من الزمان دَقَّقتْ فيها محاكمُ عدةٌ ثم أعادتها إلينا، متسببةً بذلك في ذيوعها واشتهارها.

وعلى الرغم من هذا كله يأتي اليوم مَن يريد تجريمي بها من جديد!! فما أبعدَه عن الحق والعدل والإنصاف؟!

إننا نحيل هؤلاء الذين أدانونا بناءً على قناعاتهم الشخصية.. نُحيلُهم على ضميرهم ووجدانهم، ونُحيلهم كذلك على المحكمة الكبرى قائلين: حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل.

التاسعة: وهي مَظلمةٌ مُهمةٌ للغاية، غير أني لم أكتبها لئلا أثير غضبهم أيضًا مراعاةً لقراءتهم رسائلَ النور.

العاشرة: هي الأخرى قويةٌ ومهمةٌ أيضًا، غير أني لم أكتبها كذلك لئلا أُزعجهم. [إن لرسائل النور اتساءً بالنبي المصطفى (ص)، فكما أظهر نبوَّتَه للإنس والجن والملائكة عبر معجزته الجليلة: المعراج؛ وكما شاهدَ في هذه المعجزةِ الجنةَ والنار، وأخبر الجنَّ والإنسَ بالحشر والمحكمة الكبرى مبطِلًا دعاوى المشركين والمنافقين؛ فإن رسائل النور في هذا الزمان الذي تزعزعت فيه الركائز الإيمانية والاعتقادية، قد أظهرت بعريضة الشكوى هذه وجودَ الله تعالى وعدالتَه، والحشرَ والمحكمةَ الكبرى، وبيَّنتْ ذلك لمن وقعوا في الشك والشبهة من أهل الإيمان وغيرهم من لجنة الخبراء والقضاة، واستحضرت عالَم الغيب في عالَم الشهادة، وعرضت الجنةَ أمام أعين أهل الإيمان، والنارَ أمام أعين مَن سقطوا في الضلالة والكفر المطلق، وأثبتت للناس الإيمانَ التحقيقيَّ بدرجة حق اليقين، فلم تَدَعْ بعد هذا شكًّا ولا شبهة؛ فجزى الله مؤلفها خير الجزاء، ورضي عنه دائمًا أبدًا.. علي أصغر]

***